هل يجوز وصف الله بأنَّه قديم؟! ولماذا وصف اللهُ نفسه بأنه: (الأول)؟
من الناس من يصف الله بالقدم، ومنهم من يقول: إنَّ الله له القدم الكامل!
إذا كان لا يجوز القول: بأنَّ القرءان قديم؛ لأنَّه كلام الله لم يمر عليه زمن حتى يتكلم به! بل هو دون زمن.
فكيف يجوز القول: بأنَّ الله قديم؟!
معنى قديم: يدل على زمن (ماضي بعيد) وذلك يعني أنَّ لفظ: (قديم) يصف من مر عليه زمن..
وكيف نستدل على أنَّ قديم تصف من مر عليه زمن؟
قال اللهُ – تعالى – : ﴿ وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلۡعِيرُ قَالَ أَبُوهُمۡ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَۖ لَوۡلَآ أَن تُفَنِّدُونِ (٩٤) قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَٰلِكَ ٱلۡقَدِيمِ (٩٥) ﴾ يوسف.
هم يصفون الزمن البعيد؛ حين كان يعقوب يتذكر ابنه يوسف (عليها السلام) منذ سنين بعيدة.
قال اللهُ – تعالى – : ﴿ وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ (٣٩) ﴾ يس.
أي عاد إلى هيئته القديمة التي كان عليها في بداية منازله (مراحله).
هل اللهُ – عز وجل – وصف نفسه بأنه قديم؟
اللهُ – سبحان وتعالى – لم يصف نفسه بأنَّه: (قديم) لأن قديم لفظ ينتمي للزمن؛ فلا ينبغِ أن يصفون الله به.
ولكن من دقة الألفاظ، وبلاغة البيان في القرءان أنَّ الله قال عن نفسه: ﴿ هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ (٣) ﴾ الحديد.
لفظ: (الأول) حين نتبين معناه نجده لا يحوي زمن أبدًا؛ لأنَّه يدل على الترتيب، وليس الزمن.
ذلك حين يصف اللهُ نفسه فيكون وصفه بالغ الدقة، والكمال.
لماذا؟
لأن (الأول) دلَّ على وجود الله – تعالى – دون زمن، لم يكن معه شيئًا.
كيف نفرق بين ما يُمكن أن يكون صفة لله، وما لا يجوز أن يكون من صفات الخالق؟
إنَّنا نجد أنَّ الزمن هو مقياس بالغ الأهمية للتفريق بين صفات الله، وما لا ينبغي أن يكون صفة لله – سبحانه وتعالى -.
ومن خلال ما سبق: فإنَّ لفظ: (قديم) يحوي زمنًا؛ لذلك لا ينبغِ (أبدًا) أن نصف الله بأنه: (قديم) دون أن ندري دلالة اللفظ.
ولكن نصف الله – تعالى – كما وصف نفسه: ﴿ هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ (٣) ﴾.
حين نتدبر القرءان يتبين لنا الحق دون تأويل، أو رأي اعتاد عليه الناس، لا يتوافق مع الحق الذي جاء في كتاب الله.
والله أعلم.