وفاة الإنسان في سن صغير، حدوث الزلازل والسيول، اختلاف دوران الأرض حول محورها قدرًا يسيرًا..كل ذلك ليس من سُنة الله، ولكن من قدر الله في خلقه.
لكن من زعموا وجود اختلاف في القرءان، قالوا: كيف لا نجد لسُنة الله تبديلًا؛ ونجد الخلق يتبدل ويتغير؛ إذًا سُنة الله تتبدل؛ وهذا مُخالف للقرءان؟!
ما المراد بسُنة الله؟
من القرءان: ﴿ وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا (٢٢) سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا (٢٣) ﴾ الفتح.
سُنة الله ليست طريقة الخلق، أو تغييره التي هي من قدر الله، ولكن هي ما ارتضاه الله تعالى من أحكام أنزلها للناس في الحياة الدنيا، والأحكام التي يحاسبون بها يوم القيامة.
أو ما كتبه الله تعالى على نفسه، مثل: أنه كتب على نفسه الرحمة، وأنه – سبحانه وتعالى – لا يهدي القوم الظالمين، ولا يظلم أحدًا.
وكذلك من سُنة الله أنَّه حرم الجنة على المشركين..
تلك هي سُنة الله التي لا تتبدل.
إذًا ليس المراد من سُنة الله عملية الخلق التي تتغير حسب قدر الله ومشيئته، ولكن هي الأحكام الإلهية التي أرادها الله بحكمته.
ومن أمثل سُنة الله التي جاءت في القرءان الكريم
﴿ مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا (٣٨) ﴾ الأحزاب؛ إن ماتم فرضه للنبي – عليه الصلاة والسلام – من الله – تعالى – قد تم وصفه بسُنة الله.
﴿ مَّلۡعُونِينَۖ أَيۡنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقۡتِيلٗا (٦١) سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا (٦٢) ﴾ الأحزاب؛ إنها شريعة الله،
وحكمه في الذين خلوا من قبل.
ولأنها أحكام إلهية فهي تعد من سُنة الله – تعالى -.
وكذلك من سُنة الله – تعالى ـ :
تحريم الزنى، والقتل بغير الحق، وشهادة الزور، وأكل المال بالباطل..
كل ذلك من سُنة الله التي لا تتبدل
﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا ﴾.