Detailed image of an open Quran with prayer beads, symbolizing Muslim culture and spirituality.

الرد على شبهة: كيف علم اللهُ الآن؟!

قال اللهُ – تعالى – : ﴿ الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٦٦) ﴾ الأنفال.

هذه الآية من الآيات التي يزعم البعض أنَّها تُظهر أنَّ القرءان ليس كلام الله.

ومع أنَّ الرد على زعمهم ليس من الصعوبة، لكنهم يُكثرون من الاستشهاد بها لتشكيك الناس في القرءان الكريم.

قالوا: كيف الآن علم اللهُ، ألا يعلم اللهُ الغيب، والأحداث قبل أن تكون؟!

فزعموا أنَّ هذا خطأ يدل على أنَّ القرءان كلام بشر!

هؤلاء لا يتدبرن القرءان، ويحرفون الكلم عن مواضعه؛ ليضلوا الناس عن سبيل الحق.

إنَّ الله لا يخضع للزمن؛ بل هو خالق الزمن لا ينتظر الأحداث ليعلمها، فسبحانه أحاط بكل شئ علمًا قبل أن يكون.

(الآن) لا تعود على علم الله تعالى؛ بل عادت على لفظ (خفف) وليست على لفظ (علِم).

كيف ذلك؟

﴿ الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ﴾ تعني: أنَّه في هذه اللحظة التي تمر بكم جاءكم أيها المؤمنون تخفيف من الله تعالى.

جاءكم أنتم أيُّها المخلوقون حكم جديد لم يأتكم من قبل.

وبهذا الآن لا تعود على علم الله تعالى؛ أي ليس المقصود بها: (الآن علم)؟!

هذا لم تقله الآية الكريمة وهي بيِّنة، لا يُماري فيها إلَّا ظالم لنفسه.

وفي النهاية

عادت (الآن) على (خفف) أي جاءكم التخفيف الآن، ولم تعد على (وعلم أنَّ فيكم ضعفًا)، ولفظ (الواو) لا يعني الترتيب فهو يأتي للسرد، وليس لترتيب الزمن، أو الأحداث.

فهو ليس مثل لفظ (الفاء) أو لفظ (ثم) كلاهما يأتي لترتيب الأحداث وفقًا لزمن حدوثها.

إنَّ علمَ الله تعالى لا يحتاج إلى مرور الزمن ليتحقق كعلم المخلوقات تعالى اللهُ عما يصفون.

الآن خفف اللهُ عنكم (في زمنكم أنتم)، وعلم اللهُ (بلا مرور زمن) أنَّ فيكم ضعفًا.

إنَّ الله لم يقل: وعلم الآن؛ بل قال – سبحانه وتعالي – : ﴿ الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ﴾ الآن خفف، وليس: الآن علم.

هذا من بلاغة البيان في القرءان.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart