في القرءان تم ذكر: (الساحل، شاطئ) فهل لهما معنى واحد؟
القرءان لا يحوي ألفاظّا مختلفة تشترك في معنى واحد.
الفرق بين الساحل والشاطئ..
يخلط الناس بين الساحل، والشاطئ حين يقولون: شاطئ البحر!
وبتبين دقة اللفظ من القرءان نجد وصفهم ذلك غير دقيق!
فحين نتدبر ءايات الله يتبين لنا أنَّ القرءان فرق بين اللفظين، ولم يأتِ فيه أن نسب الشاطئ للبحر: شاطئ البحر.
قال الله ـ تعالى ـ : ﴿ أَنِ ٱقۡذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقۡذِفِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ فَلۡيُلۡقِهِ ٱلۡيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأۡخُذۡهُ عَدُوّٞ لِّي وَعَدُوّٞ لَّهُۥۚ وَأَلۡقَيۡتُ عَلَيۡكَ مَحَبَّةٗ مِّنِّي وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَيۡنِيٓ (٣٩) ﴾ طه.
فالساحل كما في الآية؛ هو الأرض التي تُجاور اليَّم مباشرًة (اليَّم هو ماء البحر سواء كان عذبًا أو ملحًا القريب من اليابسة).
أمَّا لفظ: (شاطئ) فقد جاء في قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِيَ مِن شَٰطِيِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَيۡمَنِ فِي ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَٰرَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّيٓ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (٣٠) ﴾ القصص.
نتبين من قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ شَٰطِيِٕ ٱلۡوَادِ ﴾ أنَّ الله ـ تعالى ـ نسب لفظ: (شاطئ) للوادِ وليس للبحر؛ والوادِ هو أرض تحيط بها المرتفعات كالجبال. فيُمكن أن نستنبط من ذلك الوصف في قول الله ـ تعالى ـ :﴿ فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِيَ مِن شَٰطِيِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَيۡمَنِ فِي ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَٰرَكَةِ ﴾ أنَّ الشاطئ هو الأرض التي تُحيط بالوادِ فتفصله عن المرتفعات التي حوله.
وبالتالي؛ فإنَّ: (شاطئ) لا يأتي لوصف الأرض التي تكون بجوار البحر مباشرة.
وفي النهاية
(شاطئ)؛ هو ما يُحيط بالوادِ (حسب التعبير الدارج؛ حدود الوادِ) حين يفصله عن باقي الأرض.
وبذلك ليس للشاطئ علاقة بالبحر، أو بالأرض المحيطة به.
وما هي الأرض التي تحيط بالبحر؟
الساحل، وهو عبارة عن اليابسة التي تتصل (مباشرة) باليَّم، (واليَّم هو جزء من البحر سواء كان عذبًا أو ملحًا.
إذًا الساحل هو الأرض التي تُحيط بالبحر، والشاطئ هو الأرض التي تُحيط بالوادِ.
لذلك فإن القول الصائب هو: ساحل البحر، وليس شاطئ البحر.
والله أعلم.