quran, islam, book, muslim, islamic, god, quran, quran, quran, quran, quran

الفرق بين الرسول، و المبعوث في القرءان الكريم.

قال اللهُ – تعالى – : (( وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا

بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٩) )) يوسف.

فهم ارسلوا واردهم إلى مكان محددًا سلفًا و هو البئر، ليأتي لهم بشئ مُحددًا و هو الماء.

و ليس للرسول حرية التصرف لجلب شيئًا ءاخر غير الماء من البئر المحدد.

لذلك قال – سبحانه و تعالى – : (( فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ )) ولم يقل: فبعثوا واردهم.

لكن اختلف الأمر في الآية التالية: (( وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (١٩) )) الكهف.

تم ذكر لفظ (بعثناهم) فهم لا يحملون رسالة، ولكن بعثهم الله تعالى ليمارسوا حياتهم بإرادتهم بإذن الله.

كذلك حين جاء لفظ: (فابعثوا) لشراء الطعام؛ نجد ما جاء بعده قد توافق مع اللفظ.

فهم لم يحددوا للمبعوث نوع الطعام الذي سيأتي به، ولم يحددوا له المكان، ولا الثمن.

ولكن تركوا للمبعوث حرية الإرادة في أن يتخير نوع الطعام الذي يراه مناسبًا من المكان الذي يريده، وبالثمن الذي يحدده هو دون تدخل ممن بعثوه.

مثلا لو أرد إنسان أن يشتري طعامًا فإما أن يرسل رسولًا، وإما أن يبعث مبعوثًا..

فما الفرق بين الحالتين؟

إذا بعثوا إنسانًا ليأتي لهم بالطعام فإن للمبعوث حرية التصرف والإرادة في أن يشتري الطعام من المطعم الذي يريده هو، وكذلك له حرية تخير نوع الطعام؛ بل وللمبعوث حرية دفع الثمن الذي يراه.

لماذا؟

لأن المبعوث لديه حرية التصرف في تحديد التفاصيل.. هم وضعوا له الهدف، وتركوا له التفاصيل كما يراها هو.

أما في حال أرسلوا رسولًا؛ فإن هذا يعني أنهم حددوا للرسول نوع الطعام، وكميته، وثمنه؛ بل وحددوا للرسول المطعم الذي سيشتري منه الطعام.

فليس للرسول الحق في تغيير أي شيئ قد تم تحديده له مسبقًا.

بتحديد كل شيئ، فإن الرسول الذي سيأتي بالطعام في هذه الحالة (وكونه رسولًا) فليس له حرية التصرف.

مثل من يتصل بمطعم، ويحدد معهم نوع الطعام، وكميته، وثمنه، فإن الرسول ما عليه إلا أن يحضر الطعام الذي تم تحديده من قبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart