الفرق بين: (الشعور، والإحساس).

تم ذكر لفظ الشعور في القرءان كثيرًا؛ أما لفظ الإحساس فكان أقل ذكرًا.

الإحساس دائمًا يأتي مرتبطًا بما هو مادي، تتحقق به اللذة والألم.

أما الشعور فإنه ينشأ داخل النفس، ومن أعلى المشاعر في الأنفس شعور الإيمان بالله.

إنه الشعور الذي يشبه الأفق، لا نهاية له، يتلاشى في وجوده أي إحساس مادي.

اللذة المادية نشوتها قصيرة، ولا تجلب لصاحبها الشعور بالطمأنينة.

لكن الشعور الذي ينشأ في النفس يمثل الجانب الأكبر في حياتنا، وهو الأكثر تأثيرًا على الحياة من الإحساس.

فلا شك أنَّ المشاعر الإنسانية أشد تأثيرًا على أكثر الناس من الماديات التي ترتبط بالإحساس، مثل حب الآباء لأبنائهم، أو حب الأبناء لآبائهم..حب فعل الخير، مثل: مساعدة الآخرين..

ماذا عن الإحساس؟

البعض يخلط بيه وبين الشعور؛ فيقول: حاسس بالخوف، أو حاسس بالسعادة! وكذلك: أشعر بالجوع، أو أشعر بالتعب!

وماذا عن التعبير الصائب؟

إنَّ الإحساس يحدث حين تؤثر المادة على جوارح الإنسان كالسمع، والبصر، واللمس، أو عند حدوث الألم الذي تسببه الأمراض؛ ثم ينتهي الإحساس كما بدأ، ويتلاشى كأنه لم يكن موجودًا من قبل.

ولا شك أنَّ الإحساس زائل بزوال الشئ، أو بزوال تأثيره على جوارح الإنسان.

فمن أحس بمتعة الأشياء المادية كالطعام؛ حين يفهم ماديات الحياة على حقيقتها؛ سيراها أشياءً تُبلى.

ومع تقدم السنين؛ الكثير من اللذات لن تقوى على أن تُولد من جديد، وتصبح عودتها مجرد سراب.

وتبقى الأكثر أثرًا في حياتنا التي لا تتأثر بمرور السنين، تنشأ في النفس وتتقلب بين اللارؤية، والظهور.. إنها المشاعر.

وأبقاها هو: الشعور بالطمأنية التي تأتي من مشاعر الإيمان بالله تعالى.

وحين تأتي وتفهما ستشعر وكأنك لم تحزن من قبل.

أما من خسر نفسه؛ فيذهب إحساسه بلذة المعصية، وتبقى مشاعر الخوف، والحسرة، والندم على ما فرط في جنب الله.

الإنسان أعطاه اللهُ الإرادة ليتحكم في مشاعره حتى لا يكون أثيرًا لمشاعر اليأس التي تسلبه الأمل والرضى.

الأمل مجرد شعور، وكذلك اليأس هو مجرد شعور، والإنسان هو من يتحكم فيهما.

اليأس تصنعه لك مشاعر غير صادقة من داخل نفسك، تجعل الإنسان يعيش في ظلام هو فقط من يرا؛ فاليأس أبدًا لم يكن من مكونات مادية من حولك لا تستطيع تغييرها.

إنما هو نتيجة مشاعر تنشأ في نفسك، وأنت من يتحكم فيها.

نعم، الإنسان هو من يتحكم في رؤيته لليأس، أو شعوره بالفشل.

إن اليأس ليس سببه الفقر، والنجاح ليس في المال.

فسعادة النفس ليست في فعل الشهوات المادية، تمامًا مثل ما أنَّ الحزن ليس في ضياعها..

لقد أمر اللهُ – تعالى – النبي – عليه الصلاة والسلام – بألَّا ينسى نصيبه من الحياة الدنيا، كما أمرنا بألَّا نأسى على ما فاتنا لأن الله يعلم أن الحياة الدنيا مكان للإبتلاء والصبر.

ألا يعلم من خلق؟! إن الخالق يعلمنا أنَّ الحياة الدنيا ليست النهاية لمن حملوا مشاعر الإيمان به، واطمأنت قلوبهم بذكره؛ فإن هؤلاء لهم الدار الآخرة خالصة، وهي خير وأبقى من الحياة الدنيا الزائلة.

فلا تدع لحظة يأس تسلبك مشاعر الإيمان بخالقك، ولا تنسَ أنَّ وعده حق، وما الحياة الدنيا إلَّا لحظة عبور، وإنَّ أصدق الأمل ما كان بالله، وأسمى المشاعر حين تكون مع الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart