A peaceful mosque interior featuring a backlit window, rehal stand, and intricate architecture.

الفرق بين: (الكتاب، القرءان، الذكر)، (الجزء الأول).

بإذن الله، في هذا الجزء، وكذلك في الجزء القادم؛ سأبدأ (و بشكل موجز) بالتفريق بين: (الكلام، والقول) لارباطهما بألفاظ: (الكتاب، القرءان، الذكر) .

الكتاب هو كلام الله (غير المخلوق) فالله لا ينتظر مرور الزمن ليتكلم، أو ليعلم.

لذلك الكتاب هو كلام الله غير المقروء بعد سواء جهرًا، أو سرًا؛ فلا يمكن أن نعلم به؛ إلَّا بوحي من الله – تعالى ـ.

لذلك خَلقَ اللهُ وسائل القول والتي منها: الوحي؛ لكي تنقل كلامَه إلينا..

ماذا نستنبط من ذلك؟

أنَّ القول الذي ينقل كلام الله، هو الذي نصِفه بأنَّه مخلوق، وليس الكلام..

ومن وسائل القول: النطق (بالَّسان والشفتين) والذي يُطلق عليه: (الصوت بحرف).

كذلك من وسائل القول: الإشارة، و الوحي، و القراءة سواء كانت قراءة جهرية، أو قراءة غير جهرية.

وحتى لا أدخل في تفاصيل كثيرة تُطيل الموضوع الذي نحن بصدده؛ يُوجد على الموقع الإلكتروني بحث: الفرق بين: (الكلام، والقول، والنطق) بالتفصيل..

ولكن هنا أُشير فقط إلى الرؤية التي تقول: المصحف هو نطق الرسول، وقول الله ـ تعالى – فجعلوا القول لله، والنطق لرسول الله!

فخلطوا بين كلام الله (غير المخلوق) وبين القول (المخلوق دائمًا) والذي من وسائله: النطق (صوت، وحرف)!

وما هو الدليل من كتاب الله على خطأ هذا القول؟

الدليل هو قول الله – تعالى – : ﴿ إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ (١٩) ﴾ التكوير.

لكن قد يتوقف إنسان هنا ويسأل: القرءان هو كلام الله، وقول رسول؛ فلماذا تقول: قول الله؟!

نعم، القرءان الكريم هو كلام الله.. وحين أقول: قال الله، أو قول الله؛ فذلك إشارة إلى القول الذي خلقه الله أول مرة ليُوحي كلامه (القرءان) إلى الملائكة؛ ذلك لأن الله نقل كلامه (غير المخلوق) بواسطة قول (مخلوق) .

ومن أمثلة القول (المخلوق): وحي كلام الله عبر صوت (مخلوق)، أو في صحف (مخلوقة) أو وحيًا على القلب دون صوت وحرف، أو دون صحف..

قول الله – سبحانه وتعالى – : ﴿ إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ (١٩) ﴾

يعني (دون تأويل): أنَّ الرسول هو من قرأ القرءان (كلام الله) بقوله هو (أي بقول الرسول) سواء كان سيدنا جبريل، أو سيدنا محمد؛ حيث كان يقرأ القرءان بصوته..

وهذا يُبيِّن لنا الفرق بين كلام الله (غير المخلوق) والقول (المخلوق) .

فالقول هو وسيلة خلقها الله – تعالى – لكي تنقل كلامه إلى خلقه؛ سواء نقله مباشرة إليهم (دون رسول) أو نقله من خلال رسول.

وهذا يُثبت دون أدنى شك؛ خطأ رؤية من قالوا: إنَّ القرءان هو قول الله (فقط) ونطق الرسول حين خلطوا بين: (الكلام، والقول الذي منه النطق).

بل القول (ومنه النطق) مثل ما بينتُ؛ هو الوسيلة التي تنقل كلام الله إلينا.

والله أعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart