من أمثلة تصويب مفهومنا لبعض الألفاظ؛ التي لا تتوافق دلالاتها مع التي جاءت في القرءان.
لا شك أنَّ ذلك يُساعدنا على تدبر القرءان، وتبيُّن المراد الحق من ءاياته.
من أمثلة تلك الأخطاء التي تضع الَّفظ في غير موضعه فتغير معناه؛ استخدامنا للفظ: يحمي، مثل: ربنا يحميه، المحميات الطبيعية، حماية الحدود..
هل تتوافق دلالة هذا الَّفظ مع دلالته التي جاءت في القرءان الكريم؟
يُمكن أن نتبيَّن معناه من خلال بعض الآيات التي جاء فيها، مثل قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ ﴾ من الآية ( ٣٥ ) التوبة ﴿ نَارٌ حَامِيَةُۢ (١١) ﴾ القارعة
﴿ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ (٤) ﴾ الغاشية.
لقد ورد لفظ: يحمي، أو حامية.. مرتبطًا بالنار ليدل على درجة حرارتها الشديدة، ولم يأتِ بمعنى الحفظ من الهلاك، أو الضرر.
إنما لفظ يحفظ هو الَّفظ الَّذي جاء ذكره في القرءان؛ ليعني تجنب الهلاك، أو الضرر، أو تجنب الأذي..
﴿ وَحَفِظۡنَٰهَا مِن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٍ (١٧) ﴾ الحجر.
﴿ إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ (٦) وَحِفۡظٗا مِّن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ مَّارِدٖ (٧) ﴾ الصافات
﴿ فَلَمَّا رَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيهِمۡ قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلۡكَيۡلُ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَآ أَخَانَا نَكۡتَلۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ (٦٣) قَالَ هَلۡ ءَامَنُكُمۡ عَلَيۡهِ إِلَّا كَمَآ أَمِنتُكُمۡ عَلَىٰٓ أَخِيهِ مِن قَبۡلُ فَٱللَّهُ خَيۡرٌ حَٰفِظٗاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ (٦٤) ﴾ يوسف.
لذلك من الخطأ أن نقول: ربنا يحميه، أو ربنا يحميها؛ لأنَّ القول الحق الَّذي يتوافق مع ما جاء في القرءان، هو: ربنا يحفظه، أو ربنا يحفظها.