Detailed image of an open Quran with prayer beads, symbolizing Muslim culture and spirituality.

حد الزنى كما جاء في كتاب الله (الجزء الثالث).

حد الزنى، والفاحشة كما بينتها الآيات في كتاب الله.

ننتقل الآن إلى حد الفاحشة التي تعني علاقة بالجسم مُحرمة بين رجلين، أو بين امرأتين..

قال الله تعالى: ﴿ وَٱلَّٰتِي يَأۡتِينَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمۡ فَٱسۡتَشۡهِدُواْ عَلَيۡهِنَّ أَرۡبَعَةٗ مِّنكُمۡۖ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمۡسِكُوهُنَّ فِي ٱلۡبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّىٰهُنَّ ٱلۡمَوۡتُ أَوۡ يَجۡعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلٗا (١٥) وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا (١٦) ﴾ النساء.

هل الآيات تحدثنا عن زنى بين رجل، وامرأة؟!

بينت من قبل: أن الزنى هو فاحشة؛ أما الفاحشة فهي ما بين امرأتين، أو ما بين رجلين، وهذا معناها الذي دلت عليه الآيات في القرءان، وهو معنى لا يتغير.

ومن ضمن ما يدل على أنَّ الفاحشة هي بالتعبير الدارج: المثلية؛ ما جاء في الآيات التي وصفت فعل قوم لوط (عليه السلام).

لو افترضنا أنَّ الآية رقم (١٥) خاصة بعقوبة المرأة المتزوجة لو زنت، إذًا ماذا عن العقوبة التي ذُكرت في الآية رقم (١٦): ﴿ وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا (١٦) ﴾؟! فلو (الَّذان) في الآية تُشير إلى رجل وامرأة؛ فوفقًا لمفهوم البعض الخاطئ لمراد الآيات ستتعدد العقوبات في حق المرأة!

وذلك لا يجوز، لأن ءايات القرءان بالغة الدقة، تتكامل، ولا تختلف..

نطرح هذا السؤال لنتبين المفهوم الخاطئ الذي يظن أن الآيتين تتحدثان عن الزنى (علاقة محرمة كاملة بين رجل، وامرأة):

من خلال ما جاء في الآيتين؛ هل عقوبة المرأة الزانية هي الحبس في البيت حتى يتوفاها الموت؛ أم عقوبتها هي أن يؤذوها؟!

وماذا عن التوبة التي ذكرتها الآية

﴿ أَوۡ يَجۡعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلٗا ﴾؟!

وفي الآية الأخرى ﴿ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا ﴾؟!

أليس ذلك يعني أنَّ الآيتين لا تتحدثان عن الزنى، ولكن يتحدثان عن الفاحشة (المثلية).

فلكل حالة عقوبة مع فتح باب التوبة.

ومن الأدلة على أنَّ الآيات تتحدث عن الفاحشة (المثلية):

لو كانت الآية ﴿ وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا (١٦) ﴾ تعني عقوبة زنى رجل متزوج؛ ونعلم أن عقوبة النساء اللاتي يأتين الفاحشة هي الإمساك في البيوت؛ فلماذا جاء ﴿ وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا ﴾ في صيغة المثنى، وكذلك العقوبة جاءت بالمثنى ﴿ فَـَٔاذُوهُمَاۖ ﴾؟!

أليس هذا دليل على أنَّ العقاب هنا خاص بالفاحشة بين رجلين، وليس له علاقة بالنساء اللاتي يأتين الفاحشة؟

الله تعالى يقول: ﴿ وَٱلَّٰتِي يَأۡتِينَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمۡ ﴾ نجده حكم عام لا يفرق بين متزوجة، وغير متزوجة؛ فكيف تكون هذه الآية في النساء المتزوجات؟!

نحن نعلم أنَّ (النساء) تُطلق على كل امرأة بالغة متزوجة، أو غير متزوجة.

فأين في الآية ما يقول: أنها تتحدث عن النساء اللاتي أُحصن بالزواج؟!

وأين عقوبة من تزني وهي ليست متزوجة؟

بل الآيات تتحدث عن المثلية، وبهذا يستقيم فهمنا للآيات، وتتكامل دون أدنى اختلاف بينها.

ما الدليل على أنَّ النساء تُطلق على المتزوجات، وغير المتزوجات؟

قال الله تعالى: ﴿ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ ﴾ من الآية (٢٢) البقرة.

الآية تبين لنا أنَّ النساء هنا متزوجات.

قال الله تعالى: ﴿ وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا عَرَّضۡتُم بِهِۦ مِنۡ خِطۡبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوۡ أَكۡنَنتُمۡ فِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ سَتَذۡكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّآ أَن تَقُولُواْ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗاۚ وَلَا تَعۡزِمُواْ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ (٢٣٥) ﴾ البقرة.

(خطبة النساء) أي غير متزوجات.

إذًا النساء تصف المتزوجات، وكذلك غير المتزوجات كما نتبين من القرءان الكريم.

وهذا يعني أنَّ الآية ﴿ وَٱلَّٰتِي يَأۡتِينَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمۡ ﴾ ذَكرت النساء عمومًا، ولم تفرق بين المتزوجات، أو غير المتزوجات.

ماذا يعني ذلك؟

أنَّ الآية تتحدث عن فعل الفاحشة (المثلية) بين نساء، ولا تتحدث عن الزنى.

فمن ظنوا أنَّ الفاحشة هي الزنى؛ فقد خلطوا بين اللفظين؛ فلم يتبينوا أنَّ الآية التي تتحدث عن النساء اللاتي يأتين الفاحشة تعني: الفاحشة بين امرأتين، بينما الآية التي تلتها: ﴿ وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ ﴾ تعني الفاحشة بين رجلين؛ وهنا لن يظهر تناقض أبدًا بين الآيتين؛ لأنَّ إحداهما تتحدث عن الفاحشة بين امرأتين، والأخرى تتحدث عن الفاحشة بين رجلين.

ولأن الآيات تتحدث عن المثلية في حال النساء، والمثلية في حال الرجال؛ تعدد العقاب، وكذلك تعددت التوبة؛ لأنهما حالتان، وليستا حالة واحدة.

علمًا بأنَّ حد الفاحشة (المثلية) لم يتم ذِكرها في كتاب الله (بعد عقاب قوم لوط) إَّلا في هاتين الآيتين؛ فإن كانت ليست كذلك! فما هو حد (المثلية)، وما لفظها في كتاب الله؟!

أليست (المثلية) فعل يدمر المجتمع؛ فكيف يظن البعض أنه لم يتم ذِكره في كتاب الله، وذِكر عقوبته؟!

ألم يعاقب الله قوم لوط بعد أن نهاهم عن فعل الفاحشة؛ ولم يستجيبوا؟!

لقد ذَكر الله تعالى ما كان بين رجال قوم لوط بأنَّه: الفاحشة، وهذا دليل على أنَّ الفاحشة يُراد بها المثلية، وليس الزنى.

قال الله تعالى: ﴿ وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ (٢٨) أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقۡطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأۡتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ (٢٩) ﴾ العنكبوت.

وهم أول من فعلوا الفاحشة من العالمين؛ فهل يُعقل أن تكون الفاحشة هي الزنى، والزنى سبق قوم لوط؟!

وماذا عن الفرق بين لفظي (فاحشة، الفاحشة)؟!

فاحشة تبيناها من قبل أنها العلاقة الجسمية المحرمة بين رجل وامرأة.

لو كانت أدنى من الزنى أُطلق عليها: (فاحشة)، ولو كانت علاقة كاملة (زنى) أُطلق عليها: (فاحشة الزنى).

أما الفاحشة فهي وصف ما يسميه الناس بالخطأ (لواط) وما يسمونه في الوقت الآني: بالمثلية؛ وقد بَينتُ من قبل أنَّ ذلك أضاع المراد الحق بلفظ: (الفاحشة) وبالتالي أضاع المراد بها في كتاب الله من حيث العقوبة الخاصة بها، والتوبة.

ما هو حد الفاحشة في شأن النساء؟

إنَّ حد الفاحشة في شأن النساء اللاتي يأتين الفاحشة نتبينه من قول الله تعالى: ﴿ وَٱلَّٰتِي يَأۡتِينَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمۡ فَٱسۡتَشۡهِدُواْ عَلَيۡهِنَّ أَرۡبَعَةٗ مِّنكُمۡۖ ﴾ الله تعالى قال: ﴿ يأتين الفاحشة ﴾ ولم يقل: (يأتين بفاحشة مبينة) مما يعني أنَّها ليست زنى؛ ولذلك اختلف حدها عن حد الزنى.

فجاء حد الفاحشة في شأن النساء في الآية ﴿ وَٱلَّٰتِي يَأۡتِينَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمۡ فَٱسۡتَشۡهِدُواْ عَلَيۡهِنَّ أَرۡبَعَةٗ مِّنكُمۡۖ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمۡسِكُوهُنَّ فِي ٱلۡبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّىٰهُنَّ ٱلۡمَوۡتُ أَوۡ يَجۡعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلٗا (١٥) ﴾.

حد الفاحشة هو الإمساك في البيوت لقطع السبيل عليهنَّ حتى لا يكررن فعل الفاحشة.

وكيف علمنا بتكرار فعل الفاحشة؟

ذلك من بلاغة الآية ﴿ يَأۡتِينَ ٱلۡفَٰحِشَةَ ﴾ دلَّ لفظ: (يأتين) وليس أتينا على تكرار فعلهن الفاحشة (المثلية).

وحينها يتنبه المؤمنون ليستشهدوا عليهنَّ أربعة شهداء منهم (مؤمنين).

ولكن الله فتح لهن باب التوبة في قوله: ﴿ أَوۡ يَجۡعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلٗا ﴾ والسبيل هو الحياة لأنه فتح باب التوبة، وأنهى العقوبة في حال توبتهمن.

ونلاحظ (سبيلًا) في الآية أتت دون (ألف، ولام التعريف) دليل على تعدد السُبُل التي قد تُخرجها بإذن الله من الإمساك في البيت.

فربما تابت، أو تزوجت فيكون ذلك لها سبيلًا.

السبيل لا يعني الموت رجمًا؛ بل هو المخرج من العقوبة، يعني الحياة، وليس الموت.

أما عقوبة من يأتي الفاحشة من الرجال: ﴿ وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا (١٦) ﴾ فهي: الأذى، وليس الضرر؛ ومنه: قول ما يشعرهما بفداحة ما يفعلانه، و كذلك تجاهلهما في المجتمع فيبدو كلاهما وكأنَّه إنسان تم نبذه من الناس من حوله.

فإن تابا، وأصلحا هنا يجب على المؤمنين أن يعرضوا عنهما.

لاحظوا قول الله تعالى: ﴿ وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ ﴾ هنا نجد الخطاب موجه للمؤمنين الَّذين تم توجيه الخطاب إليهم من قبل في شأن النساء اللاتي يأتين الفاحشة، وهو ما يعني أنَّ لفظ:

(الَّذان) يعود على اثنين من لفظ: (منكم) أي يعود على اثنين من الرجال المؤمنين الذين تخاطبهم الآية، وليس على رجل، وامرأة.

وإن كانت امرأة؟!

كيف تقول الآية: منكم؛ أليس المخاطبون هنا رجالًا؟!

وكيف تكون عقوبة من تأتي الفاحشة هي الإمساك في البيت، والأذى في ذات الوقت؟!

كيف تتعدد العقوبة في حالة واحدة؟!

أليس هذا دليل على أنَّ مفهومهم للآيات خاطئ حين ظنوا أنها تتحدث عن الزنى؟!

وكيف يتم الإعراض عنها إن تابت، وأصلحت؛ بينما عقوبتها هي الإمساك في البيت حتى يتوفاها الموت، أو يجعل الله لها سبيلًا؟!

هذه التساؤلات دليل قاطع على أنَّ لفظ: (الَّذان) يعود على رجلين، وليس على رجل، وامرأة.

وهذا يعني أنَّ الآيات تتحدث عن الفاحشة (المثلية) ولا تتحدث عن الزنى.

وحين يستقيم فهم المراد من الآيات الكريمة؛ لن يحدث اختلاف أبدًا.

لماذا تم ذكر: (يأتين، ويأتيانها)، وليس (أتين، وأتيا)؟!

ذلك من بلاغة البيان في القرءان، ودقة الألفاظ فيه..

(أتين، وأتيا) هي الفعل لمرة واحدة؛ لكن (يأتين، ويأتيانها) تدل كل منهما على تكرار فعل الفاحشة، والاعتياد عليها، وهو الأمر الذي يدل على أنَّ عقوبة النساء اللاتي يأتين الفاحشة وهي الإمساك في البيوت؛ المراد منها منعهنَّ من فعل الفاحشة (المثلية) في المستقبل.

كذلك الأمر بالنسبة لرجلين يأتيان الفاحشة أن يؤذوهما (بالقول) كي يتوقفان عن فعل الفاحشة.

ما سبق يبن لنا: لماذا أمر الله المؤمنين بأن يستشهدوا أربعة منهم؟ أي يتبينوا فعل الفاحشة ليتيقنوا من وجودها (بالفعل) أو عدم وجودها، وهذا رد على البعض ممن يطعنون في كلام الله تعالى حين يقولون: كيف تُطلب الشهادة على واقعة زنى حدثت، وانتهت؟! (ظانين أنَّها زنى)!

أقول لهم: لأنَّ الفعل (فعل الفاحشة) متكرر، حينها يمكن للمؤمنين من أن يتبينوا الفاحشة.

ثم تأتي عقوبة الإمساك في البيت حتى يتوافهنَّ الموت؛ لأنَّ الإمساك في البيت قد يأتي الأجل خلاله، والحكمة من إمساكها في البيت مثل ما يتبين لنا؛ هي التوقف عن فعل الفاحشة، والعودة إلى ما شرعه اللهُ تعالى، فخلال الإمساك في البيت قد تعلن توبتها، وربما تزوجت فيكون ذلك سبيلًا لخروجها.

قال الله تعالى: ﴿ وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ (٢٨) ﴾ العنكبوت.

أرى في الآية دليلًا بينًا، وقاطعًا على أنَّ الفاحشة ليست بين رجل، وامرأة؛ فلو كانت الفاحشة هي الزنى؛ فكيف يقول سيدنا لوط لقومه؛ كما أتى في كتاب الله: ﴿ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ كيف يقول ما سبقكم بها من أحد من العالمين (أي لم يفعلها أي إنسان قبلهم أبدًا) إن كان يُراد بها الزنى؟!

نحن نعلم أنَّ فاحشة الزنى سبقت في الوجود قوم لوط؟! وما أراده لوط (عليه السلام) أنَّهم يأتون الرجال شهوة من دون النساء، والذي يتم ذكره دائمًا في كتاب الله بلفظ: (الفاحشة)، وليس: (فاحشة).

أليس هذا دليلًا بيِّنًا على أنَّ الفاحشة ليست هي فاحشة الزنى؟!

إنَّ كلام الله بين يحتاج لأن نتدبره؛ حتى نتبين مراد الله تعالى لنا من ءاياته دون تأويل يغير مراد الآيات عما أراده الله – تعالى – وبالتالي: لا يحدث اختلاف سببه تأويل الآيات عما يُريده الله – عز وجل -.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart