عربي لا تعني النسب أو العرق.

كثير من الناس يظنون أنَّ لفظ: (عربي) المقصود به النسب، أو العِرق العربي (الجنس العربي) ..

لكن ما يمكن أن نستنبطه من القرءان حين يشير إلى لفظ: (عربي) أنَّه يُراد به اللسان الذي يتكلم به الناس، ولم يُشر إلى العرق، أو النسب.

هل اللسان العربي ابتدعهُ بشر؟

الإجابة من رأيي: لا.. فكيف يمكن لبشر أن يبتدعوا ألفاظًا و معاني يمكنها أن تحوي كلام الله إلى الإنس، والجن بما فيه من بلاغة، ودقة لا نتبينها إلَّا من القرءان الكريم؟!

القرءان (كلام الله) نزل بلسان عربي مبين، لفظ: (مبين) يدل على تكامل ألفاظه، ودلالاتها التي تُبين الحق بدقة بالغة دون نقص..

فلا يمكن لبشر أن يكونوا (هم) من ابتدعوا ألفاظه، وأكسبوها دلالاتها المعجزة، التي لا نتبين دقتها إلَّا من خلال تدبر القرءان.

إنَّ اللسان الذي يمكنه أن يحوي كلام الله إلى البشر، ويَصف الأشياء بدقة مُعجزة؛ حتمًا هو ذات اللسان الذي يمكنه أن يحوي الأسماء كلها التي تعلمها سيدنا ءادم.

أي أنَّ ءادم – عليه السلام – تكلم بلسان عربي أُوحيت إليه ألفاظه، ودلالاته من الله – سبحانه وتعالى ـ.

والدليل على صحة ما سبق من استنباط؛ أنَّنا نعلم أنَّ اللسان العربي كان موجودًا قبل نزول القرءان؛ وكما بينت: ( أنَّ اللسان العربي يستحيل أن يكون من ابتداع البشر).

ولماذا اللسان العربي تحديدًا الذي تكلم به سيدنا ءادم؟

لأن اللسان العربي الذي يحتوي ألفاظ القرءان، ودلالاتها؛ هو اللسان الذي يمكن أن يكون احتوى الأسماء التي علمها الله – تعالى – لآدم – عليه السلام ـ.

فكلاهما: (الأسماء كلها، والقرءان) كلام الله، وكلاهما يحملان من ثراء الألفاظ ودقة معانيها (التي يمكنها أن تصف الأشياء بروعة بالغة).

ذلك يؤكد أنَّ سيدنا ءادم هو أول من تكلم باللسان العربي من البشر؛ لأنه يستحيل أن يكون ذلك اللسان بالغ البيان من ابتداع البشر.

ما الدليل على أنَّ اللسان العربي المبين ليس من ابتداع البشر، و أنه أكثر دقة و كمالًا؟

القرءان دليل على ذلك؛ لِمَا يحويه من ألفاظ لها دلالات بالغة الدقة والكمال في وصفها للأشياء تفوق ما لدى البشر..

ألفاظ كثيرة في القرءان الكريم تختلط معانيها لدى الناس، مثل: الجسد، الجسم، البدن، أو لفظي: أنفس، ونفوس، أو ألفاظ: اليم، البحر، الساحل، الشاطئ.. كل ذلك وغيره؛ من الألفاظ التي لا يمكن أن نستنبط دلالاتها الحقيقية، والدقيقة إلَّا من خلال تدبر القرءان.

وفي النهاية

لفظ: (لسان عربي) ليس مأخوذًا من عِرق سُمي بالعرق العربي، وهم من ابتدعوه..

كل ءايات القرءان التي ذكرت لفظ: (عربي) مثل قول الله – تعالى – : ﴿ وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّهُمۡ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرٞۗ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلۡحِدُونَ إِلَيۡهِ أَعۡجَمِيّٞ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيّٞ مُّبِينٌ (١٠٣) ﴾ النحل.

﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ (١٩٥) ﴾ الشعراء.

﴿ كِتَٰبٞ فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ (٣) ﴾ فصلت.

قد أشارت إلى: اللسان، وليس إلى العِرق (الذرية، أو النسب).

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart