يمثل لفظ (كما) دورًا مهمًا في الكشف عن عدل الله عند جزائه الظالمين يوم القيامة عن أعمالهم.
(كما) تَدُل على التطابق بين الأشياء.
قال اللهُ – تعالى – : ﴿ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَوٰةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَىٰهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِءَايَٰتِنَا يَجْحَدُونَ (٥١) ﴾ الأعراف.
لماذا جاء(كما) وليس (مثل ما)؟
ذلك من بلاغة البيان في القرءان، ودقة ألفاظه..
لقد جاء لفظ (كما) ليبين أنَّ الجزاء الذي يُقابل الظالمين يوم القيامة هو جزاء عادل يُناسب ما عملوه في الحياة الدنيا.
لأنَّ لفظ (كما) يأتي للتطابق الكامل بين الشيئين.
إنَّ الله لم يقل: فاليوم ننساهم مثل ما نسوا لقاء يومهم هذا، لأنَّ (مثل ما) تدل على التشابه فقط، ولو جاءت لأحدثت اختلافًا بين العمل، والجزاء، وهذا لا ينبغي أن يكون في كتاب الله.
لهذا جاء لفظ (كما) ليدل على التطابق بين العمل والجزاء، وبيَّنَ لنا أنَّ اللهَ لا يَظلمُ أحدًا؛ فاللهُ يُجازي الظالمين دون أن يظلمهم شيئًا.
لقد دلت (كما) هنا على دقة كلام الله – سبحانه وتعالى – الذي لا يستطيع الناس أن يأتوا بمثله.
والله أعلم.