quran, islam, book, muslim, islamic, god, quran, quran, quran, quran, quran

لماذا من يصفون المثلية بالُّواط والسحاق مخطئون؟

كثير من الناس يصفون المثلية، أو الشذوذ الجنسي بين رجلين: بالَّواط، نسبة إلى سيدنا لوط!

ويصفون المثلية، أو الشذوذ الجنسي بين امرأتين: بالسحاق؛ حيث يقول البعض: إنَّ هذه التسمية نسبة إلى قوم سيدنا إسحاق!

لكن هذه التسمية: (السحاق) لكونها وصفًا خاطئًا للعلاقة الجنسية بين امرأتين؛ فإنَّها أحدثت إشكالية لدى البعض.. قالوا: إنَّ القرءان لم يذكر عقوبة السحاق!

لفظي: (الَّواط، السحاق) وصفان خاطئان للشذوذ الجنسي، ترتب عليه أخطاءً عديدة..

أولًا: حين يتم وصف الشذوذ الجنسي بلفظي: (الَّواط، السحاق) فإنَّ هذا يُؤذي نبيِّا الله – تعالى – : (لوطًا، وإسحاق – عليهما السلام -).

ثانيًا: لن يتبين لنا عقوبة الشذوذ الجنسي في شأن المرأة.

ثالثًا: لن يتبن لنا أنَّ عقوبة الرجل الشاذ جنسيًا ليست هي عقوبة قوم لوط..

لكن حين نستنبط الَّفظ الصائب الدال على المثلية؛ سيتبين لنا أنه جاء في القرءان عقوبة المثلية في حال الرجال، وكذلك في حال النساء..

كل ذلك سنتبينه حين نتبين الَّفظ الصائب الذي تم تسميته بالخطأ: (الِّواط، السحاق).

ولأن ءايات القرءان تفصيل لبعضها؛ فإن تبين الَّفظ الدال على المثلية كما جاء في كتاب الله يعني أنه لا بد من العودة إلى الموضوع الذي فرقت فيه من قبل، بين دلالات ألفاظ: (الفواحش، الفحشاء، الفاحشة، فاحشة).

هل جاء في القرءان لفظ يصف العلاقة الجنسية الشاذة؟

نعم، وهو من بين الألفاظ التي ذكرتها: (الفواحش، الفحشاء، الفاحشة، فاحشة)..

إنَّه لفظ: (الفاحشة) ويمكننا أن نتبين ذلك من قول الله – تعالى – : ﴿ وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ (٨٠) ﴾ الأعراف.

ولفظ: (الفاحشة) هو الَّفظ الذي يصف العلاقة الجنسية الشاذة بين رجلين، حسب ما نتبينه من الآية.

وسيتبين لنا: أنَّه كذلك يُطلق على العلاقة الجنسية الشاذة: بين امرأتين.

هل الفاحشة (الشذوذ الجنسي) زنى؛ أم لا؟

الزنى: هو الذي يُطلق على العلاقة الجنسية المحرمة الكاملة بين رجل، وامرأة؛ وسُمي في القرءان بلفظ: (فاحشة الزنى).

أمَّا العلاقة الجنسية المحرمة بين رجل وامرأة، والتي لم تصل إلى حد الزنى (أي التي لم تصل إلى حد العلاقة الكاملة) فقد وصفها القرءان بلفظ: (فاحشة) وليس بلفظ: (فاحشة الزنى).

إذًا ليست كل علاقة جنسية محرمة بين رجل وامرأة تسمى: (فاحشة الزنى) لأن الزنى لا يدل إلَّا على العلاقة الجنسية المحرمة الكاملة.

مما سبق يتبين لنا أنَّ الفاحشة التي تعني بالتعبير الدارج (المثلية) ليست هي الزنى، ولا توصف بالزنى؛ لأنَّها (من الأساس) ليست بين رجل، وامرأة.

وأرى في ذلك ردًا على من يقولون: الفاحشة هي الزنى؛ حين ظنوا أنَّ الفاحشة هي: علاقة كاملة محرمة بين رجل، وامرأة.

ماذا نستنبط من ذلك حول لفظي؟

أنَّ الَّفظ الذي وصف العلاقة الشاذة (المثلية) سواء بين رجلين، أو بين امرأتين؛ هو لفظ: (الفاحشة).

وأنَّ لفظي: (الَّواط، والسحاق) كليهما كان وصفًا خاطئًا للعلاقة الشاذة (المثلية) التي وصفها الله بلفظ: (الفاحشة).

وبعد أن تبين لنا: أنَّ العلاقة الجنسية الشاذة أطلق عليها القرءان لفظ: (الفاحشة)، يمكن لنا أن نتبين كذلك أنَّ كتاب الله لم يغفل عن ذِكر عقوبة المرأة الشاذة جنسيًا (وكيف يغفل عن ذِكرها؛ وهي من حدود الله – تعالى -)؟!

ما هي الآية، أو الآيات التي نتبين منها عقوبة المرأة التي تمارس الفاحشة (المثلية)؟

﴿ وَٱلَّٰتِي يَأۡتِينَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمۡ فَٱسۡتَشۡهِدُواْ عَلَيۡهِنَّ أَرۡبَعَةٗ مِّنكُمۡۖ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمۡسِكُوهُنَّ فِي ٱلۡبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّىٰهُنَّ ٱلۡمَوۡتُ أَوۡ يَجۡعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلٗا (١٥) ﴾ النساء؛ فهذه الآية هي الآية الوحيدة التي أشارت إلى العلاقة الجنسية بين امرأتين.

وقد تبين لنا ذلك من خلال لفظ: (الفاحشة) الذي جاء وصفًا للعلاقة الجنسية بين رجلين كما كان في قوم لوط.

كذلك هي الآية الوحيدة التي ذكرت عقوبة الفاحشة (الشذوذ) في حال النساء: الحبس في البيوت حتى يتوافهن الموت، أو يجعل الله لهن سبيلًا (والسبيل هو توقف العقوبة لسبب ما، مثل :الزواج، أو التوبة).

وهل ذَكر القرءان عقوبة الفاحشة في حال الرجال؟

نعم، حيث نتبينها في الآية التي تليها في سورة النساء؛ قال الله – تعالى – : ﴿ وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ فَـَٔاذُوهُمَاۖ فَإِن تَابَا وَأَصۡلَحَا فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ تَوَّابٗا رَّحِيمًا (١٦) ﴾.

القول يُخاطب الرجال بعد أن خاطبهم في الآية رقم (١٥) التي ذَكرت لفظ: الفاحشة، وعقوبتها في حال النساء.

قول الله – تعالى – : ﴿ وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ ﴾ يعود على الرجال؛ ﴿ وَٱلَّذَانِ يَأۡتِيَٰنِهَا مِنكُمۡ ﴾ بمعنى: اللذان يأتيان الفاحشة منكم (أي من الرجال الذين تُخاطبهم الآيتان).

وما هي عقوبة الفاحشة (المثلية) في حال الرجال؟

العقوبة كما تُبينها لنا الآية هي؛ الأذى، والأذى يكون بالقول، أو بالتجاهل، أو بغير ذلك شرط ألَّا يصل إلى حد الضرر، مع الإعراض عنهما في حال التوبة.

وكما يتبين لنا: فهي ليست عقوبة قوم لوط..

لماذا ليست عقوبة قوم لوط؟

لأنَّ عقوبة قوم لوط لم تكن بسبب الفاحشة فقط، ولكن كانت كذلك: لاعتدائهم على الغرباء، ولقد تبين لنا كيف أرادوا أن يعتدوا على ضيف سيدنا لوط.

وكذلك لتكذيبهم لسيدنا لوط، وكفرهم بالله – تعالى – مع فسادهم في الأرض.

كذلك تتبين لنا أنَّ عقوبة الفاحشة ليست هي الجلد الذي يكون في حال الزنى فقط.

وفي النهاية

فإن وصف الفاحشة (المثلية) بلفظي: (الَّواط، السحاق) لهو وصف خاطئ كما تبين لنا، وأراه يُؤذي: سيدنا لوط، وسيدنا إسحاق – عليهما السلام ـ.

لذلك يجب وصف العلاقات الجنسية الشاذة سواء: بين رجل، وءاخر، أو بين امرأة، وأخرى بلفظ: (الفاحشة) لأنَّ هذا هو الوصف الصائب كما جاء في كتاب الله.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart