Stunning view of the Prophet's Mosque minarets at sunset in Medina, Saudi Arabia.

نفي الصورة عن الله – تعالى – وما هو المراد بلفظ: (اللطيف)؟

البصر يُدرك الصورة فقط؛ إمَّا في اليقظة عن طريق العين؛ حيث ترسل العين مكونات الصورة للفؤاد (المخ) وحين يتم إدراكها يحدث الإبصار؛ فيراها الفؤاد.

وإمَّا في المنام، أو حين التخيل؛ دون أن تكون العين وسيط؛ حيث يتم الإبصار في الفؤاد مباشرة.

ولأن البصر لا يُدرك إلَّا مكونات مخلوقة؛ فإن ذلك يعني أنَّ البصر لا يُمكنه أن يُدرك الخالق – سبحانه وتعالى – سواء في الدنيا، أو في الآخرة.

ليس لله صورة ليُدركها البصر؛ فالصورة لا تكون إلَّا للمخلوق.

قول الله – تعالى – : ﴿ لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ (١٠٣) ﴾ الأنعام.

ينفي إدراك البصرُ لله نفيًا قاطعًا في كل الأزمنة، وليس في فترة زمنية محددة: ﴿ لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ ﴾ أداة النفي: (لا) تنفي بشكل مستمر؛ لأنَّ من ينفي؛ هو الله – تعالى ـ.

والدليل على هذا هو قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا ﴾ من الآية (٤٩) الكهف.

فلا يمكن النفي يكون قاصرًا على فترة زمنية محددة؛ بل إنَّ نفي الظلم عن الله – تعالى – هو نفي يمتد لكل الأوقات؛ نفيًا لا ينقطع أبدًا.

لذلك قول ـ سبحانه وتعالى ـ : ﴿ لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ ﴾ هو كذلك نفي لا ينقطع أبدًا.

وعلينا أنَّ نلتفت كذلك للفظ: ﴿ اللطيف ﴾ يدل على أنَّ الله – تعالى – ليس له صورة؛ لكي يُدركها البصر، وليس له صوت لكي يُدركه السمع، وليس له ثقل لكي يُدركه الحس؛ فليس لله ما للخلق.

ونجد معنى لطيف في قول الله – سبحانه وتعالى – : ﴿ قَالُواْ رَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثۡتُمۡ فَٱبۡعَثُوٓاْ أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمۡ هَٰذِهِۦٓ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ فَلۡيَنظُرۡ

أَيُّهَآ أَزۡكَىٰ طَعَامٗا فَلۡيَأۡتِكُم بِرِزۡقٖ مِّنۡهُ وَلۡيَتَلَطَّفۡ وَلَا يُشۡعِرَنَّ بِكُمۡ أَحَدًا ﴾ من الآية (١٩) الكهف؛ حيث نلاحظ أنَّ المراد من لفظ: ﴿ ليتلطف ﴾ هو ألَّا يراه أحد ( سواء بالبصر، أو السمع، أو بالحس) .

أما قول الحق: ﴿ وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ (٢٢) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ (٢٣) ﴾ القيامة.

نلاحظ أنَّ الله – عز وجل – لم يذكر البصر، ولفظ: ﴿ ناظرة ﴾ لا يقتصر على البصر فقط.

الرؤية البصرية لا تنبغي في حق الله لأنَّ ليس لله صورة كالمخلوقات.

قال الله – تعالى – : ﴿ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ﴾ من الآية (١١) الشورى، وهي ءاية قاطعة في نفي تشبيه الله – تعالى – بخلقه.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart