A glowing lantern with crescent motifs creates a warm ambiance for Ramadan or Eid.

هل توجد رؤية غير بصرية (ليست بصورة)؟

هذا ما سنتبينه من قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡيَ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ يَٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ (١٠٢) ﴾ الصافات.

هذه الآية الكريمة احتوت على رؤية بصرية في المنام؛ وهي رؤية سيدنا إبراهيم، ورؤية غير بصرية؛ وهي ما سيراه سيدنا إسماعيل حين يتفكر في قول أبيه.

رؤية إبراهيم – عليه السلام – لم تأتِه مرة واحدة؛ بل تكررت حسب قول الله – تعالى – : ﴿ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ ﴾ و لم يقل: (إني رأيت) دليل على تكرار الرؤية في المنام.

وذلك نتبين منه أنَّ سيدنا إبراهيم لم يلتفت للرؤية في أول مرة؛ تمهل، لعظم ما يراه.

ولكن الرؤية كانت تتكرر في المنام.

فقص رؤيته على ابنه إسماعيل – عليه السلام – ليأخذ رأيه؛ فقال له: ﴿ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ ﴾ .

الرؤية التي كان يراها إبراهيم – عليه السلام – كانت رؤية بالبصر لكنها لم تكن بالعين؛ كان يراها في الفؤاد مباشرة دون وسيط (أي دون عين) .

و كما قلنا من قبل: إنَّ البصر لا يرى إلَّا صورة سواء في اليقظة بالعين، أو في المنام، أو الخيال (دون عين) حيث تتكون في الفؤاد مباشرة.

وماذا عن رؤية سيدنا إسماعيل لقول أبيه، هل كانت رؤية بصرية؟

رؤية سيدنا إسماعيل لم تكن رؤية بصرية؛ لأنه لن يرى صورة، ولكن هي رؤية في الفؤاد من خلال التفكر في قول أبيه، وتكوين الرأي.

إذًا هي رؤية من الرأي، وما تطمئن به نفسه.

ولقد اطمأن سيدنا إسماعيل لرؤية أبيه؛ حيث رأى أن ينفذ أبيه ما يؤمر به من الله – تعالى ـ.

فافتداه ربه بذبح عظيم.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart