Detailed image of an open Quran with prayer beads, symbolizing Muslim culture and spirituality.

هل لفظ: (سلامًا) تم استثنائه من اللغو؟

قد يجد البعض صعوبة في التوفيق بين بعض قواعد النحو، وبعض الآيات في القرءان.

ومن بين تلك الحالات التي قد لا تتوافق مع القاعدة النحوية ما جاء في قول الله – تعالى – : ﴿ لَّا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوًا إِلَّا سَلَٰمٗاۖ وَلَهُمۡ رِزۡقُهُمۡ فِيهَا بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا (٦٢) ﴾ مريم.

حيث تم طرح السؤال التالي:

مما تم استثناء اللغو هل من لفظ: (سلامًا)؟

اللغو هو القول الذي لا فائدة منه، والسلام هو الطيب من القول، تستحسنه النفس، وتطيب به في الجنة.

لذلك فالقول بأنَّ لفظ: (سلامًا) في الآية تم استثنائه من لفظ: (لغوًا) لهو قول خاطئ سيُؤدي إلى اعتبار أنَّ (سلامًا) جزء من اللغو!

إنما السلام قول ذو فائدة؛ لا يخرج من اللغو.

وحين نتدبر الآية لنتبيَّن لفظ: (سلامًا) من أي لفظ تم استثنائه؟

نجده قد تم استثنائه من قول الله – تعالى – : ﴿ لا يسمعون ﴾ وليس من لفظ: (لغوًا).

لماذا؟

ذلك من بلاغة الآية، ودقة موضع كل لفظ فيها.

فما نستنبطه من الآية الكريمة هو أنَّ الله – عز وجل – ينفي أن يسمع أصحاب الجنة، ولكن هل ينفي عنهم السماع تمامًا؟

بل ينفي عنهم سماع اللغو، ولا ينفي عنهم السماع تمامًا؛ لأنَّهم يسمعون فيها (سلامًا).

إذًا اللهُ لم يستثنِ لفظ: (سلامًا) من لفظ: (لغوًا) لأن السلام لا يخرج من اللغو.

وهنا علينا أن نضبط الفهم الصائب مما نتبينه من بلاغة البيان في القرءان، وليس من القاعدة النحوية إذا لم تتوافق القاعدة مع الآية الكريمة.

ما نستنبطه هو:

الله يحدثنا عنا يسمعه أصحاب الجنة؛ فأنبأنا أنهم لا يسمعون في الجنة لغوًا، ولكن يسمعون سلامًا.

إذًا الاستثناء هو استثناء من قول الله – تعالى ـ : ﴿ لا يسمعون ﴾ ، وليس من اللغو.

ذلك لئلا ينفي عنهم السمع تمامًا؛ لأن أصحاب الجنة يسمعون بالفعل؛ إنهم يسمعون فيها سلامًا.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart