قال اللهُ – تعالى – : ﴿ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا (١٢٥) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ (١٢٦) ﴾ طه.
لو كان النسيان هنا دون إرادة من الظالم فلن يعذبه الله، ولكن كان هذا النسيان متعمدًا حين لم يؤمن بآيات الله بإرادته، وتجاهل العمل بها.
ومن بلاغة البيان في القرءان يتبين لنا أنَّ النسيان لا يعني عدم التذكر فقط؛ بل في حالات أخرى يدل على التجاهل، أو عدم الاهتمام بالشئ.
من هنا كان وصف الجزاء بحشر الظالم أعمى هو كذلك نسيان، لأن الظالم تجاهل ءايات الله حين جاءته، ولم يعمل بها، فيكون الجزاء من جنس العمل، ولا يُراد به عدم التذكر.
إنما هو نسيان للظالم بإرادة الله، لأن الظالم فقد شيئًا كان له من قبل وهو أنه كان بصيرًا.
إذًا الجزاء يُقابل العمل: الظالم نسي ءايات الله لأنه لم يؤمن بها، ولم يعمل بما فيها (متعمدًا).
كذلك يتم عقابه بأن يُحشر أعمى بعد أن كان بصيرًا.