هل القرءان أشار إلى تغطية رأس المرأة؟

وماذا عن النقاب؟

قال اللهُ – تعالى – : ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (٥٩) ﴾ الأحزاب.

الحكم في الآية الكريمة لا يقتصر على زمن النبي – عليه الصلاة والسلام – بل يمتد حتى بعد موته.

ما هو المراد بلفظ: (يعرفن)؟

في موضوع سابق بينت المراد ب: (المعرفة)..

وبشكل موجز:

المعرفة تأتي بعد العلم؛ لأنها هي رؤية الشئ من خلال وسائل الإحساس: السمع، البصر، اللمس.

وماذا عن لفظ: (يدنين)؟

هو حركة الشئ من فوق إلى أسفل.

وجاء في بعض كتب البيان – التفاسير – أنَّ إدناء الجلابيب الهدف منه هو أن يعرف الناسُ في زمن الجاهلية نساء المؤمنين؛ فلا يتعرضن لأذى..

لأن من صفات الإسلام لدى المرأة المسلمة؛ أنها تُغطي جسمها لئلا تُؤذى بنظرات البعض.

إذًا إدناء النساء المؤمنات عليهن من جلابيبهن؛ هو أدنى شئ يعرفن به أنهن نساء مؤمنات يتقين الله (وهذا في كل الأزمنة إلى أن تأتي الساعة).

ماذا نستنبط من قول الله – تعالى – : ﴿ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ ﴾؟

هذا القول يحوي بلاغة بيانية تصف لنا الأمر بدقة بالغة.

حيث نستطيع إن شاءالله أن نستنبط منها مراد الله من الآية؛ مع تفصيل الكتاب؛ ليكون بذلك القرءان تبيان لكل شئ.

الآية الكريمة تبين لنا بدقة بالغة أنَّ الجلابيب مفردها جلباب، وهو: كل رداء يبدأ من فوق الكتف ليغطي كامل الجسم ماعدا الكفين، والقدمين.

كيف ذلك؟

قول الله – تعالى – : ﴿ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ ﴾ أوجبَ أن يكون الجلباب غير شفاف.

ولأنَّ الجلباب قد يلتصق بالجسم فيصف جيوبه؛ أمر اللهُ بارتداء الخُمُر (على الجلابيب) ذلك من تفصيل الكتاب.

ولماذا يرتدين الخُمُر على الجلباب؟

لتفصل تلك الخُمُر جيوب الجسم بشكل كامل عن الأعين.

هذا ما نتبينه من الآيات التي تفصل لنا الحكم الإلهي بدقة بالغة..

قال – سبحانه وتعالى – : ﴿ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ ﴾ من الآية (٣١) النور.

ماذا نستنبط عن الخُمُر من القرءان؟

الخُمُر جمع خِمار، وهو في اللسان العربي: غطاء الرأس.

وقيل بشأنه: إنَّ الخمار يجب أن يدنو ليُغطي فتحة الصدر (جيب الصدر).

ولكن الأمر في القرءان أراه أشمل من هذا، وأكثر دقة، وبلاغة بيانية.

فالوصف القرءاني يبين لنا المراد من الخُمُر بدقة بالغة.

وماذا نستنبط من البيان القرءاني؟

أنَّ الخُمُر يجب أن تدنو (بحرية) من فوق الرأس إلى أن تُغطي كامل جيوب جسم المرأة، وليس جيب الصدر فقط.

ذلك، لأنَّ الجسم يحتوي على أكثر من جيب.

وجيب الجسم؛ هو الفراغ الذي يفصل بين جزئين من الجسم (ظاهريًا).

وإن التصق به الجلباب (حتى غير الشفاف) بسبب الهواء مثلًا؛ فإنَّ الجلباب يصف جيب الجسم حتى إذا كان الجلباب غير شفاف؛ وهذا لا يجوز لكون الجيب من العورات التي تغطيها المرأة.

وهنا يأتي دور الخمار ليغطي الجيوب؛ لذلك فرض اللهُ – تعالى – الخُمُر بأن تضرب على الجلابيب.

ولماذا جاء(يضربن) وليس (يغطين)؟

ذلك بيناه في موضوع ءاخر..

وبشكل موجز:

لم تأتِ (يغطين) لأن الغطاء قد يكون شفاف، والغطاء دوره يغطي الجسم، وليس شرطًا يحجبه عن الأعين.

لكن لفظ: (يضربن) بالغ الدقة؛ لأنه جعل الرداء فاصلًا بين جيوب الجسم والأعين؛ فلا يُمكن أن ترى الأعين جيوب الجسم.

ذلك من دقة الألفاظ، وبلاغة البيان في القرءان الكريم.

إذًا حسب البيان القرءاني: الخُمُر ليست هي الجلابيب عكس ما يظن بعض الناس.

ولأننا ذَكرنا الخُمُر؛ سألقي الضوء على قضية حجاب المرأة.

مثل ما قلت: البعض يظن أنَّ الخمار هو الجلباب؛ فظن عدم وجود غطاء للرأس!

لكن القرءان ذَكر الجلابيب، وذكر الخُمُر في ءايات مفصلات.

ماذا نستنبط من ذلك؟

أنَّ الجلابيب، والخُمُر كليهما مختلف؛ فلا يجوز أن يكون الخمار هو الجلباب، وهذا ما بيناه سابقًا.

ولأنَّ الُخُمر هي أغطية تبدأ من فوق الرأس، وليست جلابيب (تبدأ من فوق الكتف مثل ما بينا) فإنَّ هذا دلَّ على وجوب تغطية رأس المرأة (الذي يُطلق عليه في التعبير الدارج لفظ الحجاب).

ولعدم ذِكر لفظ: (الحجاب) ظن البعض أنه لا غطاء لرأس المرأة!

ولكن اسم الرداء هو: خُمُر، وليس حجاب.

وجاء لفظ: (يضربن) ليبين لنا الخمار لا يكون شفافًا.

ومن بلاغة القرءان يُمكن أن نستنبط حكم النقاب..

هل النقاب شرعي؛ أم لا؟

لأنَّ الخُمُر تدنو من فوق الرأس لتغطي جيوب جسم المرأة؛ فقد دل ذلك بدوره على كشف وجه المرأة وكفيها؛ لأنَّهم ليسوا من جيوب الجسم، ولكن مما ظهر؛ وهو ما دل بدوره على عدم تغطيتهم.

وهذا يدل على عدم وجود حكم النقاب في القرءان.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart