book, quran, open, pages, open book, open quran, islam, holy, muslim, ramadan, religion, culture, religious, pray, prayer, faith, spiritual, allah, god, belief, spirituality, scripture, black and white, monochrome, quran, quran, quran, quran, quran, islam, islam

الصفات، والصوت، وما لا يجوز وصف الله تعالى به.

نشير أولًا إلى أنَّ البعض فسروا ما حدث لموسى – عليه السلام – على أنَّه سمع صوت الله (ذاته)؟!

لقد جعلوا لله صوتًا يمر عبر الجو، ثم يستقبله سيدنا موسى ويتعامل معه عبر مكونات السمع التي خلقها اللهُ تعالى.

أليست نفس موسى – عليه السلام – وتعقله، وإدراكه وما له من مكونات السمع المادية من خلق الله تعالى؟!

نعم هم من مخلوقات الله.

فكيف تتعامل هذه المخلوقات مع الإله الواحد دون حجاب، وتدرك صفة من صفاته؟!

ذلك إن كان الصوت من صفات الله؟! وكيف يكون من صفات الله، اللهُ خلقه؟!

من هنا نطرح هذا التساؤل: لماذا لا ينبغي أن نقول: لله صوت؟

نعلم أنَّ الصوت يمر من خلال الجو إلى الأُذن.

ثم تقوم مكونات الأذن بنقل الصوت إلى الفؤاد؛ ليتم إدراك الصوت (هنا أتحدث عن الصوت، وليس دلالات الكلام).

إلى هنا فالصوت مادي؛ لأنَّه يتكون من أشياء مخلوقة، وله نبرة خاصة به هي كذلك مخلوقة، وما من شك في ذلك.

ولأنَّ الصوت يتعامل مع مكونات مادية؛ فهي كذلك مخلوقة (إنَّها الأذن ومكوناتها).

الصوت، والصفات:

ما هو الفرق بين: (الصوت، والصفات)؟

من الأشياء المهمة التي تبين لنا (ربما بشكل قاطع) أنَّه ليس لله صوتًا؛ هو أنَّ الصوت ليس من الصفات.

نحن لا نلمس أو نشاهد صفات الله بذاتها.

لماذا؟

لأنَّها ليست مخلوقة مثلنا فلا نستطيع أن ندركها بذاتها.

ولكن نلمس، ونشاهد تأثيرها من خلال الشعور، والإحساس، اللذان نتبين بهما كل ما هو مخلوق، والذي من بينه ءاثار صفات الله تعالى.

وهنا أبين لكم ما هو المراد بآثار صفات الله.

لنضرب مثلًا بصفة الرحمة؛ لماذا الرحمة من صفات الله؟

لأن الله – عز وجل – هو من وصف نفسه بأنه رحيم.

نحن نشاهد، ونلمس تأثير رحمة الله على مخلوقاته في نزول المطر، وخروج الزرع، وتغذية الجنين في رحم الأم، وغير ذلك مما لا يعد، ولا يُحصى كل ذلك من ءاثار رحمة الله تعالى.

كذلك قدرة الله التي نشاهد ءاثارها، و نلمسها في خلق السموات والأرض وفي أنفسنا؛ هي من صفات الله.

نحن لا نشاهد الصفة ذاتها، ولكن نشاهد، وندرك ءاثارها التي خلقها اللهّ لنتعامل معها عبر الشعور، والإحساس.

وماذا عن كلام الله، والصوت؟

حين ننتقل إلى (كلام الله)؛ فإنَّ كلامه – سبحانه وتعالى – من صفاته لأن الله نسب التكلم لنفسه، مثل ما نسب لنفسه صفة الرحمة، وصفة القوة.

كلام الله يأتينا من خلال القول؛ والقول مخلوق له عدة وسائل، من بينها: (الصوت).

الصوت من القول؟!

وهل من شك في ذلك؟!

لقد بينت ذلك في موضوعات سابقة.

ولأنَّ الصوت مخلوق؛ فهو لا يُمكن أن يكون من صفات الله تعالى.

ون الصوت ليس صفة؛ فلا ينبغِ أن ينسبه البعض لله؛ حتى لا يجعلوه كصفات الله تعالى، وما هو بصفة لله.

لماذا الصوت ليس صفة لله – عز وجل – ؟

لأنك تسمع الصوت ذاته، وليس ءاثاره؛ لذلك فإنَّ الصوت مخلوق، وهو من أثر صفة قدرة الله على أن يخلق.

إنَّ (الصوت) ليس صفة من الصفات الخالق؛ بل وليس صفة للإنسان؛ إنما هو موصوف، ويُمكن أن نصف به الإنسان.

من أدلة خلق الصوت..

يُمكننا أن نقول مثلًا: هذا صوت قوي؛ فنحن نصف الصوت بأنَّه قوي؛ فالصوت هو الموصوف، وليس هو الصفة.

المؤمن كريم؛ كريم صفة للمؤمن نشاهد ءاثارها؛ فنحن لا نلمس (ذات) صفة الكرم، ولا نشاهدها، أو ندركها بذاتها، ولكن نلمس، ونشاهد، وندرك ءاثارها المادية التي تأتينا عبر الشعور، والإحساس.

لماذا الصوت ليس صفة للإنسان؟

لأنَّ الصفة لدى الإنسان تكون في النفس ليست مادية، ولها تأثير مادي، فإن هذا لا ينطبق على الصوت الذي يأتينا عبر مكونات مادية فندرك ذاته.

لو افترضنا أنَّ هناك إنسان يتصف بالبخل؛ فهو غير كريم؛ وعلاج البخل يكون من خلال التعامل مع النفس؛ لأنَّ هذه من صفات النفس، فهي معنوية وليست (مادية)، الناس تشعر، وتحس بآثارها.

لكن الأمر يختلف لمن يعاني ضعف البصر في عينه، هنا يكون التعامل مع ضعف البصر تعامل مادي؛ لأنَّ مكونات العين مادية، فيتم صناعة نظارة لعلاج ضعف البصر في بعض الأحيان؛ والتدخل الجراحي في أحيان أخرى.

كل مكونات الإنسان كالأذن، والعين، والأصابع، والساق، هي: أجزاء من جسم الإنسان؛ لأنَّها مادية، وليست صفات له: كصفة الرحمة، والكرم.

وهذا يقودني لنفي ما زعمه البعض من أنَّ لله – تعالى – أصابع، وعين، ووجه، وقدم، وساق؛ لأنَّها أجزاء وليست صفات؛ فلا ينبغِ أن ينسبوها للخالق؛ لأن الله – تعالى – نسب لنفسه صفات، وليس أجزاءً.

وعودة إلى نفي الصوت عن الله – سبحانه وتعالى – إنَّه لشئ عجيب أن يجعلوا لله صوتًا يمر من نفس الله إلى بعض مخلوقاته؛ ثم تُدركه تلك المخلوقات؟!

ويقولون: إنَّ الله يتكلم حينما يُريد، ويسكت حينما يُريد؛ فجعلوا لله زمنًا يمر!

ألا يعلمون أنَّ الله هو خالق الزمن؛ فكيف ظنوا أنه يجوز عليه ما يجوز على مخلوقاته؟!

حين يقولون: لله صوت، فهم جعلوا الصوت كباقي الصفات، مثل: صفة أنَّ الله متكلم، رحيم، قوي، قادر؛ هذه من الصفات التي نسبها اللهُ تعالى لنفسه (إنَّنا لا ننسب لله مالم ينسبه لنفسه).

اللهُ تعالى وصف نفسه بأنَّه: (ليس كمثله شئ). فيجب أن تكون هذه الآية المحكمة؛ هي الفيصل في التفريق بين ما ينبغي في حق الله، وما لا ينبغي في حقه – سبحانه وتعالى -.

كذلك حين نتدبر القرءان الكريم لا نجد ءاية واحدة ذَكرت أنَّ لله صوت.

نعم، اللهُ يتكلم، ولكن ليس بصوت، ولا في زمن؛ لأنَّه ليس كالمخلوقات؛ ولأنَّ الكلام ليس هو الصوت.

إنَّ ما حدث حين كلم اللهُ – جل وعلا – سيدنا موسى تكليمًا؛ هو أنَّ موسى – عليه السلام – سمع كلام الله من خلال صوت خلقه اللهُ في الشجرة؛ هكذا وصف اللهُ في القرءان ما حدث.

فكان الصوت هو الحجاب؛ لأنَّ موسى – عليه السلام – مخلوق يسمع عبر صوت مخلوق، واللهُ – تعالى – هو الخالق يتكلم، ولكن ليس بصوت، ولا بمرور زمن.

إنَّ كلام الله ليس مخلوقًا لأنه لا ينشأ في زمن، وندرك دلالاته التي هي: ءاثاره.

أما الصوت الذي نُدركه بما لدينا من مكونات مادية؛ فهو مخلوق، وهو من القول الذي ينقل الكلام إلينا.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart