A glowing lantern with crescent motifs creates a warm ambiance for Ramadan or Eid.

لماذا قال الله ـ تعالى ـ : ﴿ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ ﴾؟

هنا نرد على الذين انتقدوا الآية الكريمة إذ قالوا: كيف تُلقيه في اليم إذا خافت عليه؟!

إنهم لم يدركوا مراد الآية، ولو كانوا يتدبرون القرءان؛ لتبين لهم المراد من قول الحق: ﴿ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ ﴾ ؟!

نعم، عليهم أن يتدبروا الآية كاملة، ولا يقتطعوا جزءًا منها؛ لئلا يتغير المراد عن معناه الحق..

كيف نتبين المراد من الآية الكريمة، ونرد على من قالوا: (كيف تُلقيه في اليم إذا خافت عليه)؟

أول ما نُلاحظه في الآية ﴿ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ ﴾ أنه جاء لفظ: (إذا) وليس: (إن).

وهل في ذلك فرق؟

نعم، لأنَّ كل لفظ في القرءان الكريم لها دلالة لا تكون لغيره من الألفاظ الأخرى.. كل لفظ يأتي في موضعه.

ولكي نتبين الفرق؛ نطرح السؤال التالي:

لماذا الله لم يقل: (فإن خفتِ عليه فألقيه في اليم)؟

لو جاء القول: (إن خفتِ عليه) لاختلف المراد، وأصبح الخوف مشكوكًا في حدوثه: قد يتحقق، وقد لا يتحقق..

لأن لفظ: (إن) يُفيد الشك في حدوث الشئ، وليس اليقين؛ أي أنَّ الشئ قد يحدث، وقد لا يحدث.

مثل ما نتبينه في قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ (230) ﴾ البقرة.

لاحظوا لفظ: (إن) دائمًا نجده يأتي فيما هو محل شك؛ لأن حدوث الطلاق ليس أمرًا مُؤكد الحدوث؛ فقد لا يُطلقها.

ولكن يختلف الأمر مع لفظ: (إذا) خاصة حين يكون القول لله، مثل قوله ـ تعالى ـ : ﴿ إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ (1) وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ (2) وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ

(3) وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ (4) وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ (5) وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ سُجِّرَتۡ (6) وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ (7) وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ (8) بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ (9) وَإِذَا

ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ (10) وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتۡ (11) وَإِذَا ٱلۡجَحِيمُ سُعِّرَتۡ (12) وَإِذَا ٱلۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ (13) عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ (14) ﴾ التكوير.

كل الآيات جاء فيها لفظ: (إذا) لأن كل ذلك سيحدث حقًا، ولا شك في حدوثه.

من هنا يُمكن أن نستنبط مراد الله في قوله الكريم:

﴿ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (7) ﴾ القصص.

وماذا نستنبط؟

أنَّ الخوف سيُصيب أم موسى في لحظة معينة قدرها الحق؛ لذلك جاء قوله باستخدام لفظ: (إذا) ﴿ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ ﴾ وليس: (فإن خفت عليه فألقيه في اليم).

وماذا نتبين من ذلك؟

أنَّ شعور أم موسى بالخوف حتمي الحدوث، وليس أمرًا مشكوك في حدوثه.

لماذا؟

لأن ذلك؛ أي الشعور بالخوف سيكون ءاية تتبين منها أم موسى أنه قد حان وقت تنفيذ أمر الله بأن تلقي بابنها في اليم؛ ليُلقيه اليم بالساحل؛

ليلتقطه ءال فرعون.. ﴿ فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِ‍ِٔينَ (8) وَقَالَتِ ٱمۡرَأَتُ فِرۡعَوۡنَ قُرَّتُ عَيۡنٖ لِّي

وَلَكَۖ لَا تَقۡتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ

(9) ﴾ القصص.

ذلك لينشأ سيدنا موسى في قصر فرعون كما هي إرادة الله.

ما سبق يعني أنَّ أم موسى أُوحي إليها كيفية تنفيذ أمر الله، والدلالة على وقت تنفيذه؛ ألا وهي: لحظة أن تشعر بالخوف على ابنها، في تلك

اللحظة تُدرك أنه قد حان وقت تنفذ أمر ربها.

فالخوف هنا: ﴿ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ ﴾ هو ءاية لأم موسى ستحدث حتمًا، تبين لها متى ستلقي بابنها في اليم ليأخذه فرعون.

وعند حدوثها (أي شعورها بالخوف على ابنها) تُنفذ أمر الله ـ تعالى ـ لها، ولا تخاف عليه بعد إلقائه في اليم لأن الله سيُنجيه ويرده إليها ويجعله

من المرسلين: ﴿ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (7) ﴾ القصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart