نعم هذا القرءان احتوى على كلام للبشر، والملائكة، وغيرهم، ولكن بلاغة القول والبيان التي نجدها في القرءان التي تصف الأحداث؛ هي من وصف الله تعالى؛ لهذا القرءان هو: كلام الله الذي وصف به كلام البشر.
إذًا يمكننا القول: الله تعالى حين وصف كلام المخلوقات، مثل: كلام سيدنا موسى، وفرعون؛ كان الوصف بكلامه هو سبحانه وتعالى؛ فالله هو المتكلم؛ لهذا فالقرءان هو: كلام الله.
إنَّ الله تعالى لا ينقل رسالة، ولا يُجبر على فعل شئ؛ بل يتكلم بما يريد.
وكل ما في القرءان؛ هو وصف وبيان من الله؛ لهذا كل ما في القرءان هو كلامه.
إذًا العبرة بوصف كلام المخلوقات الذي تم بكلام الله ووصفه، وليس بكلام المخلوقات قبل أن يصفه الله بكلامه هو عز وجل.
هل من دليل على أنَّ القرءان هو كلام الله؟
قال اللهُ – تعالى – : ﴿ وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ (٦) ﴾ التوبة.
هذه الآية دليل قاطع على أنَّ كل ما في القرءان هو كلام الله؛ لأن الله وصف كلام البشر بكلامه هو الذي يعلو فوق أي وصف، أو بلاغة.
والله أعلم