يظن البعض أنه يُمكن التجديد في الدين الإسلامي؟!
ولكن فاتهم أنَّ الدين من عند الله أكتمل بقوله: ﴿ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ ﴾ فلا يُمكن أن يُبدلوا فيه شيئًا بعد أن أكمله الله، والكمال معناه لا نقص فيه، ولا خطأ.
إنَّ الدين الإسلامي بما يحويه من منهج رباني، فيه أحكامًا وشرائعًا، مثل: الصلاة، والصيام، والحج، وأحكام النكاح، والطلاق والميراث.. لا يُمكن أن تتبدل، أو تتجدد.
كل ذلك من الثوابت الدينية التي تُمثل المنهج الإلهي للبشر بما ينفعهم ويُناسبهم دون أهواء من بعضهم، أو ظلم.
فلو شذ الإنسان عن العلاقة الطبيعية في الزواج؛ يُصاب بالأمراض، ويتفكك المجتمع؛ ذلك لا يتغير أبدًا لأنها سنة الله التي لا تتبدل.
إنَّ الدين يعني الثوابت التي لا تصلح الحياة إلَّا بها، وهي أحكام وشرائع أُوحيت من الله للناس، لا تتبدل سواء بمرور الزمان، أو اختلاف الأماكن.
إنما تظل ثابتة بما تحويه من أمور بما فيها من التيسيرات (في بعض الأحوال).
ومن أمثلة التيسير في الشرائع:
التقصير في الصلاة، أو التيسير في بعض شعائر الحج..
قال الله ـ تعالى ـ : ﴿ وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ
ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (196) ﴾ سورة البقرة
قول الحق: ﴿ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ .. ﴾ يحمل تيسيرًا في حال عدم وجود الهدي.
أي أنَّ الحكم الأصلي وبديله موجودان في كتاب الله، فلا حكم بشري في ذلك.
وكذلك من أمثلة التيسير ما نتبينه من قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ
(183) أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (184) ﴾ سورة البقرة.
الله فرض الصيام على المؤمن البالغ؛ ووضع له تيسيرًا في في حال كان مريضًا، أو على سفر.
أي أنَّ الله وضع الحكم الأصلي، ووضع التيسير للناس في أحوال مُعينة.
ولا يُمكن للإنسان أن يُجدد، أو يُبدل في ذلك؛ لأنها أحكام إلهية ثابتة بما تحويه من أصل الحكم، أو بديله.
ذلك ما قصدته من أمور التيسير.
وفي الميراث لا يتبدل الحكم الإلهي، ولكن تُرك للوارث حرية الأمر في أخذ الميراث، أو التنازل عنه، أو التنازل عن جزء منه.
كل ما سبق هو من سنة الله التي والأحكام الثابتة التي لا تتبدل.
وما هي السنة الإلهية؟
هي سنة الله ـ تعالى ـ للناس من أحكام، وتشريعات تفيدهم في حياتهم..
فالسنة هي الأصل العملي في الدين، لأنها تحوي الشرائع والأحكام..
هل السنة تتبدل؟
سنة الله لا تتبدل، ونتبين ذلك من قول الحق: ﴿ مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا (38) ﴾ سورة الأحزاب.
هنا الآية الكريمة تُحدثنا عن أمر نكاح الناسُ لمُطلقات، أو أرامل أدعيائهم؛ أي نكاح مُطلقات، أو أرامل أبنائهم بالتبني.
وقول الله: ﴿ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ ﴾ دل على أنها سنة كانت قبل النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولم تكن له وحده، وهي تنطبق على كل المسلمين في عهده، وبعده.
ذلك يعني أن حكم نكاح مُطلقات، أو أرامل الأدعياء هو من السنة التي لا تتبدل.
لماذا؟
لأنه من الثوابت الدينية التي لا تتبدل، أو تتجدد بمرور الزمن، أو تغير المكان.
قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ : ﴿ أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (62) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ (64) ﴾ سورة يونس.
﴿ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ﴾ هو قول مُطلق ينطبق على كل كلمات الله التي جاءت في الدين الإسلام، أو التي ستكون يوم القيامة.
ومن الأدلة القاطعة على أن الدين بما يحوي من احكام وتشرعات ثابت، لا يتجدد، أو يتبدل قول الله ـ عز وجل ـ : ﴿ حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ
ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (3) ﴾ سورة المائدة.
الآية تنقل لنا تشريعا سيلتزم به الإنسان في كل زمان ومكان؛ فلا يُمكن أن يتبدل ذلك بزعم تجديد الدين؛ لأن الدين منهج إلهي ثابت لا يتجدد، أو يتبدل.
فالدين بما فيه من أحكام وشرائع اكتمل بقول الله ـ تعالى ـ : ﴿ حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ
وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (2) ﴾ سورة المائدة.
وقد احتوت الآية الكريمة معنى التيسير (البديل) لأن كتاب الله لم يترك شيئًا؛ بل هو مُناسب لكل زمان ومكان.



