book, quran, open, pages, open book, open quran, islam, holy, muslim, ramadan, religion, culture, religious, pray, prayer, faith, spiritual, allah, god, belief, spirituality, scripture, black and white, monochrome, quran, quran, quran, quran, quran, islam, islam

الفرق بين العلم، والمعرفة من القرءان الكريم.

العلم والمعرفة والفرق بينهما في القرءان.

يختلف العلم من حيث درجة صدقه؛ حيث يبدأ من علم مشكوك فيه حتى يصل الي درجة اليقين التي لا يُماري فيها الإنسان، مثل: طلوع الشمس، أو الموت، أو أهمية الماء للحياة، كل ذلك علم يقين ثابت لا ينكره أحد.

قال اللهُ – تعالي – : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥) ﴾ سورة العلق.

إنَّه القيمة التي لا تُقدر بثمن، بدونه تعجز الحياة عن الاستمرار، فهو مثل الماء بدونه تتهاوى الحياة، فيصبح الموت وحيدًا لا شئ معه!

لقد أعطى اللهُ العلم قدرًا عظيمًا؛ بل إنَّ التعقل دون علم لا يكون له أي دور في الحياة، ولأصبحت حياة الإنسان بين ظن وهوى!

إنَّ العلم الحق هو غذاء التعقل، وهو السبيل إلى معرفة وجود الله، وزيادة الإيمان في قلب المؤمن.

قال اللهُ – تعالى – : ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣١) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢) ﴾ سورة البقرة.

لقد كان العلم سببًا ميز ءادم – عليه السلام – على الملائكة.

ولكن هل هناك شئ أكثر يقينًا من العلم؟

إنَّها المعرفة التي تجسد العلم، فلا يستطيع الانسان أن ينكرها.

المعرفة تأتي بعد العلم، ولا تسبقه، لأنها هي العلم بعد أن أصبح شيئًا مجسدًا.

إنَّ ما لدينا من علم عن الآخرة هو علم اليقين؛ إنه الإيمان بالغيب، ولكن حين نراها عين اليقين؛ فتلك هي المعرفة وعالم الشهادة.

العلم يتمثل في وصف شئ ما، فإذا رأيته وتعرفت عليه؛ فتلك هي المعرفة.

لنفترض أنَّ إنسانًا وصف لك مدينة تريد أن تذهب إليها لأول مرة (أي لم ترَها من قبل بالحواس)، فإن المعالم التي وصفها لك قبل أن تذهب إلى المدينة، هي العلم الذي جاءك، فإذا ذهبت إلى المدينة، ورأيتها بالعين وبالحواس، فأنت أصبحت تراها عين اليقين؛ وتلك هي المعرفة التي جاءت بعد علم، والتي جعلت المدينة متجسدة أمامك.

ومن خلال تدبرنا لآيات من القرءان سنجد أنَّ المعرفة تأتي بعد العلم ولا تقبل الإنكار..

أمثلة على المعرفة من القرءان.

قال اللهُ – تعالى – : ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (٨٩) ﴾ سورة البقرة.

هذه الآية الكريمة تبين لنا أنَّ المعرفة كانت بعد علم سبقها؛ حيث بشرت التوارة والانجيل أهل الكتاب بأنَّ الله تعالى سيرسل محمدًا – عليه الصلاة والسلام – فعليهم أن يتبعوه.

وذكر لهم صفاته التي سيعرفونه بها. فلمَّا جاءهم نبي الله، وعرفوا أنه رسول الله حقًا، كفروا به استكبارًا، وتغطية للحقيقة التي رأوها متجسدة أمامهم.

نلاحظ أنَّ (فلمَّا) في الآيةالكريمة هي صاحبة الحدث الواحد الذي لا يقطعه حدث أخر وهي تدل علي الزمن القصير.

وقد دلَّ وجودها في الآية علي ما يلي: أنَّ الكافر حين يُدرك الحق فإنه لا يحتاج فترة زمنية ليختار بين الإيمان والكفر، فهو بمجرد أن يرى الحق يكفر به.

قال اللهُ – تعالى – : ﴿ وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ من الآية (١٤٦) سورة الأعراف.

لقد بيَّن لفظ (فلمَّا) أنَّهم في ذات اللحظة التي عرفوا فيها الحق الذي جاءهم بعد علم سابق كفروا به.

إنَّ المعرفة هي شئ رأيته بعد أن علمت به من قبل، وهم عرفوا الرسول حين رأوه بعد أن جاءتهم البشرى (العلم) في كتابهم من قبل.

﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٢٠) ﴾ سورة الأنعام.

فما من شك أن الوالد يعرف ابناءه، ولا نقول يعلمهم فقط لأنه رءاهم عين اليقين؛ لذلك كان ادإنكارهم لِمَا عرفوا من الحق هو كفر.

ولنا في قصة يوسف – عليه السلام – مثل ءاخر لمعنى المعرفة.

﴿ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٨) ﴾ سورة يوسف.

سيدنا يوسف كان يعيش مع إخوته من قبل، وبعد سنين من الابتعاد، عندما رءاهم عرفهم، أما هم فله منكرون، أي لم يعرفوه.

لأنَّ يوسف – عليه السلام – كان صغير السن، ومع مرور السنين تغيرت ملامح الغلام الصغير وصار رجلًا لذلك حين رأوه لم يعرفوه.

قال اللهُ – تعالى – : ﴿ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (٤١) ﴾ سورة الرحمن.

لقد سبق أن علمت الملائكة سيمات المُجرمين، وحين تراهم يوم القيامة يعرفونهم من خلال السمات التي تميزهم (التي علموا بها من قبل).

قال الله تعالي: ﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (٦) ﴾ سورة مُحمد.

حين يدخل المؤمن الجنة فإنَّه يعرفها؛ لماذا؟ لأنَّ الله قد أنبأه في الدنيا بوجودها، وبشرته الملائكة حين موته، وأنها جزاء المتقين؛ فحين رءاها المؤمن عين اليقين عرفها بإذن الله.

إنَّ أعلى درجات العلم هي علم اليقين؛ أي العلم الذي يؤمن به الإنسان ولا يشك فيه، أو يرتاب، وما يلي علم اليقين هو عين اليقين، وهي المعرفة التي تأتي بعد علم متجسدة ملموسة بالحواس ومنها العين.

المعرفة هي رؤية الشئ أمامك، تمامًا مثل ما ترى القمر، أو الشمس، أو حين ترى الماء ينزل من السماء أمام عينيك، كل ذلك هو عين اليقين، وتلك هي المعرفة.

قال اللهُ تعالى: ﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨) ﴾ سورة التكاثر.

بدأت الآية تنقلهم إلى علم اليقين؛ لتصف لهم وجود الجحيم في الآخرة؛ ثم أخذتهم الآية إلى ما هو أكبر؛ حيث عين اليقين، تلك هي اللحظة التي تحققت فيها المعرفة، فهم يرون الجحيم أمامهم حقًا بعد أن كانت علمًا في السابق.

إلَّا أنَّ اليقين وحده قد لا يجعل بعض الناس يؤمنون في الحياة الدنيا!

فبعض الأنفس تتَّبع أهواءها وتستكبر على الحق فتُكذّب به أمام الناس من بعد أن عقلوه، واستيقنته أنفسهم.

مثل ما كذب فرعون سيدنا موسى بعد أن رءا الآيات – التي علم بها من قبل – متجسدة أمام عينيه واستيقنتها نفسه؛ كفر بها استكبارًا وعلوًا.

إنَّه اختيار الضلال على علم، وتركهم للحق من بعد ما عرفوه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart