book, quran, open, pages, open book, open quran, islam, holy, muslim, ramadan, religion, culture, religious, pray, prayer, faith, spiritual, allah, god, belief, spirituality, scripture, black and white, monochrome, quran, quran, quran, quran, quran, islam, islam

الفرق بين: (الفقيه، العَالم، والمراد بالحكمة…

إنَّ الذي يكتسب العلم من كتاب الله ويُبلغه للناس كما هو دون أن يزيد عليه، أو ينتقص منه شيئًا يُسمى فقيه.

قال اللهُ – تعالى – : ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (١٢٢) ﴾ التوبة.

يتفقهون في الدين؛ أي يفقهون المراد من الآيات البينة حتى يُبلغوا قومهم إذا رجعوا إليهم.

فهم ينقلون ما فقهوه من الدين كما هو، لا يزيدون عليه شيئًا، ولا ينتقصون.

والمراد بالفقه كما جاء في القرءان هو فقه القول فقط، فينقل ما اكتسبه من علم كما هو، مثل: أن يفقه أنَّ صلاة الفجر ركعتان، فإذا سأله أحد من الناس عن عدد ركعات صلاة الفجر أجاب: (صلاةُ الفجر ركعتان) فلا يزيد ولا ينتقص؛ ذلك هو الفقه الذي يُسمى حامله: الفقيه.

أما العَالم فهو من يستنبط دلالات جديدتًا في القرءان من خلال تدبر الآيات.

ودراسة الآيات الكونية، و ربطها بما في كتاب الله ليتبين منها الحق.

و الاستنباط يأتي بعد فقه القول حتى إذا فقه القول؛ تبين، و استنبط المراد منه.

قال اللهُ – تعالى – : ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (٨٣) ﴾ النساء.

إنهم يستنبطون العلم من خلال المقدمات سواء كانت من القول، أو بدراسة ءايات من ملكوت السموات. الأرض.

وهذا يعني أنَّ العلم مرحلة أكبر من الفقه، لأنَّه يأتي عقب الفقه، و التدبر ليتبين الإنسان، و يستنبط المراد من القول.

وهذا بدوره يحتاج إلى إعمال الفهم،

و ليس الفقه فقط؛ بمعنى: أنَّ الباحثُ يستنبط دلالات (معاني) لم تكن موجودة من قبل، ولكن دون أن يخالف ءايات القرءان.

من أمثلة ذلك.

استنباط مدى شرعية التجارة عبر الإنترنت من خلال تدبر ءايات القرءان، و ما صح من سنة عملية أداها الرسول – عليه الصلاة و السلام – ذلك لا شك يحتاج إلى الفهم بعد فقه الآيات.

كذلك من يربط الآيات التي تتحدث عن كروية الأرض، مثل قول الله – تعالى – : ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٥) ﴾ الزمر.

وقوله – تعالى – : ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠) ﴾ يس.

فيدرسها الباحث مع ما استجد من اكتشافات علمية في هذا المجال؛ فيتبين، و يستنبط من تدبر الآيات،

و دراسة الظواهر الطبيعية أنَّ الأرضَ كروية.

لفظ (عالم) يُطلق على العلماء في مجالات أخرى، مثل: الطب، والفلك، وعلوم البحار، وعلم الجيولوجيا، وعلم الطبيعة؛ فمن يعمل في هذه المجالات إذا جاء برأي جديد يُفيد الناس؛ فهو من العلماء (الذين يستنبطون العلم الجديد).

والدليل على ذلك من القرءان: ﴿ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٞ (٢٧) وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨) ﴾ فاطر.

القرءان الكريم وصف من يدرسون تلك الآيات الكونية بلفظ: (العلماء)؛ كما ربط لفظ: (علماء) بمن يستنبطون أمور الدين ﴿ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ(١٩٧) ﴾ الشعراء.

من هؤلاء العلماء من يُقر بقدرة الله ويخشاه بعد أن تبين له وجود الله وقدرته.

الحكمة ليست معايير حسابية فهي لا تشترط أن يكون الإنسان فقيه، أو عالم، و لا تشترط التحدث بلسان عربي.

الحكمة هي فقه القول، أو فهم الفعل، أو كلاهما؛ ثم استنباط الحق منه.

فهي عطاء رباني خالص يُؤتيه اللهُ لمن يشاء من عباده ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٦٩) ﴾ البقرة.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart