من بلاغة القرءان الكريم:
نستخدم لفظ: (يُتم) حين نُعبِّر عن مقدار، أو زمن متصل، أو عدد متتالي ـ لا ينقطع ـ كما في قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ وَوَٰعَدۡنَا مُوسَىٰ ثَلَٰثِينَ لَيۡلَةٗ وَأَتۡمَمۡنَٰهَا بِعَشۡرٖ فَتَمَّ مِيقَٰتُ رَبِّهِۦٓ أَرۡبَعِينَ لَيۡلَةٗۚ ﴾ من الآية (١٤٢) الأعراف؛ لأنَّ العشر ليالي تلت الثلاثين ليلة مباشرة ولم تنفصل عنها؛
لذلك ومن بلاغة الألفاظ في القرءان جاء: ﴿ فَتَمَّ مِيقَٰتُ رَبِّهِ ﴾ وليس: (فاكتمل ميقات ربه). فهي لم تكن مثل عدة رمضان التي يفصل بينها وبين شهر رمضان يوم العيد.
ومتى نستخدم لفظ: (يُكمل)؟
حين نريد التعبير عن الزمن المتقطع، أو العدد المنفصل، مثل: انفصال عدة رمضان عن شهر رمضان بيوم العيد ﴿ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ﴾، من الآية (١٨٥) البقرة.
لأنَّ العدة لا يتم قضاؤها عقب شهر رمضان مباشرة، ولكن يجب أن يفصل بينهما يوم العيد الذي لا يجوز فيه الصيام؛ جاء ﴿ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ ﴾، وليس: (ولتتموا العدة).
ذلك من بلاغة القرءان التي جعلت كل لفظ في موضعه بدقة بالغة.