قال اللهُ – تعالى – : ﴿ وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ ﴾ من الآية (٤٩) البقرة.
من الأدلة على أن لفظ: (فرعون) الذي جاء في القرءان لم يكن لقبًا للحاكم:
لفظ: (ءال) لا يأتي بعده (مباشرة) لفظ: الملك، أو الحاكم، ولكن يأتي بعده اسم شخص كما في قول الله – تعالى – : ﴿ وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةٞ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ ﴾ من الآية (٢٤٨) البقرة.
: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ (٣٣) ﴾ آل عمران.
أمَّا لقب الشخص؛ فقد يُسبق بلفظ: (يا أيها) كما في قول الله – عز وجل – : ﴿ قَالُواْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ إِنَّ لَهُۥٓ أَبٗا شَيۡخٗا كَبِيرٗا فَخُذۡ أَحَدَنَا مَكَانَهُۥٓۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (٧٨) ﴾ يوسف.
فالعزيز هنا لقب؛ لذلك أمكن أن يُسبق بلفظ: (يا أيها).
وحين نتبيَّن لفظ: (فرعون) في ءايات القرءان؛ نجده لم يُسبق بهذه الأداة (يا أيها) لم يأتِ يا أيها الفرعون.
وإذا دلَّ هذا على شئ فهو يدل على أنَّ فرعون اسم إنسان، ولم يكن لقبًا للحاكم.
ومن الأدلة الأخرى على أنَّ: (فرعون) اسم شخص، وليس لقب للحاكم؛ جاء ذكره في القرءان مع أسماء علم، مثل: قارون، وهامان: ﴿ وَقَٰرُونَ وَفِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانُواْ سَٰبِقِينَ (٣٩) ﴾ العنكبوت.
ولحسم الخلاف الذي ظهر حول فرعون؛ هل هو اسم علم؛ أم لقب للحاكم؛ نتدبر قول الله – تعالى – : ﴿ ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ (٤٦) ﴾ غافر.
الآية الكريمة أجدها تضع حدًا فاصلًا لهذا الإشكال؛ لأنها تثبت أنَّ فرعون اسم شخص، وليس لقبًا للحاكم.
فلا يمكن أن يكون فرعون لقبًا للحاكم لأنه لا يستقيم القول: (أدخلوا ءال الملك أشد العذاب)!
إنَّما حين الموت، ويوم القيامة؛ يُنادى الإنسان باسمه، وليس بلقبه.
والله أعلم.
