book, quran, open, pages, open book, open quran, islam, holy, muslim, ramadan, religion, culture, religious, pray, prayer, faith, spiritual, allah, god, belief, spirituality, scripture, black and white, monochrome, quran, quran, quran, quran, quran, islam, islam

ظهر في السنين الأخيرة من يتكلم عن مكان مكة، ومكان مولد النبي (عليه الصلاة والسلام)..

البعض يزعم أنَّ مكة مكانها بالشام! ولأنَّ مكة هي البلد التي وُلد بها النبي قالوا: إنَّ النبي ولد بالشام، وليس بالحجاز!

والبعض الآخر يقول: إنَّ النبي ولد في مكة بالعراق!

ومهما قدموا من مخطوطات تُخالف ما في كتاب الله؛ تظل مزاعمهم رهن شئ من اثنين: إمَّا ظن لا يغني من الحق شيئًا، وإمَّا تشكيك متعمد لهدم الدين!

ويبقى كلام الله هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة، يرد أي قول يُشكك الناس في كتاب الله، ودينه.

النبي (عليه الصلاة والسلام) وُلد منذ أكثر من (١٤٠٠) سنة؛ وهي فترة صغيرة عند مقارنتها بعمر البشرية؛ فلا يمكن أن ينسى الناسُ خلالها مكان مكة، ومولد النبي (عليه الصلاة والسلام)؟!

ويظل القرءان هو القول الفصل الذي نتبين منه الحق، ويرد كل قول باطل..

قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٤٤) ﴾ القصص.

حين نتدبر الآية الكريمة، سيتبين لنا كيف حددت مكان مكة المكرمة، وأثبتت أنها ليست في الشام، أو العراق:

أتى في الآية لفظ: ﴿ بجانب الغربي ﴾ لماذا نتوقف عند هذا القول البيلغ؟

وبمعنى ءاخر: إلى أي شئ يُشير هذا اللفظ؟

حين نسمع: ﴿ بجانب الغربي ﴾ نُدرك أنَّه يُوجد فاصل بين شيئين؛ له جانب غربي، وبالتالي له جانب شرقي.

نسير معًا نتبين بلاغة القول في القرءان، وكيف بلفظين أوجز مكان مكة، ورد مزاعم المبطلون..

من دقة البيان في القرءان؛ لم يقل: غرب، أو غربي؛ لأن هذا لا يعني حتمية وجود فاصل بينهما.

كيف ذلك؟

غرب، أو غربي قد يعني وجودهما في مكان واحد؛ أي وجود سيدنا محمد، وسيدنا موسى بمكان واحد دون وجود فاصل بينهما، فقط يكون أحدهما غربي الآخر من حيث الاتجاه، والثاني شرقي الآخر.

وبالتالي ليس شرطًا وجود فاصل بينهما كفاصل البحر مثلًا.

لذلك ظهرت دقة الألفاظ، ومواضعها في القرءان حين قال: ﴿ بجانب الغربي ﴾ ولم يقل: (غربي، أو غرب). فحين جاء لفظ: (بجانب) مع لفظ: (الغربي) كان القول: ﴿ بجانب الغربي ﴾ هو القول البيلغ.

فقد دلَّ لفظ: (بجانب) على وجود فاصل بين المكان الذي كان فيه موسى (عليه السلام) والمكان الذي فيه محمد (عليه الصلاة والسلام)..

أي (بجانب) دلت ببلاغة على وجود شئ يفصل بين المكان الذي فيه سيدنا موسى، والمكان الذي فيه سيدنا محمد.

ما ذلك الفاصل الذي أشارت إلية الآية الكريمة؟

هذا الفاصل: هو البحرالأحمر الذي يفصل بين مصر، والحجاز (السعودية حاليًا).

ولا شك أنَّ البحر الأحمر له جانبان: جانب شرقي البحر الأحمر، وجانب ءاخر غربي البحر الأحمر.

إذًا المراد ﴿ بجانب الغربي ﴾ هو جانب غربي البحر الأحمر (الذي فيه مصر) حيث عاش بها موسى (عليه السلام).

ولأن جانب الغربي؛ أي غربي البحر الأحمر يُقابله جانب الشرقي؛ أي شرقي البحر الأحمر؛ ولأنَّ الآية تنفي أنَّ النبي (عليه الصلاة والسلام)

كان بجانب الغربي زمن أحداث قصة موسى، وفرعون؛ فيكون هذا دليل قاطع على أنَّ النبي قد وُلد بجانب الشرقي للبحر الأحمر.

لماذا؟

لأنه لم يكن بجانب الغربي للبحر الأحمر؛ وهذا من بلاغة البيان في القرءان الكريم.

وبالتالي تكون مكة بجانب الشرقي للبحر الأحمر حسب بلاغة الوصف في الآية الكريمة.

وهذا دليل قاطع على أنَّ مكة ليست بالشام، أو بالعراق؛ لأنَّ الشام، والعراق ليستا بجانب الشرقي للبحر الأحمر؛ أي ليستا من البلاد التي لها ساحل على البحر الأحمر لتكون بجانبه؛ هذا ما نتبينه من بلاغة القرءان.

وبذكر ﴿ جانب الغربي ﴾ فإنَّ هذا يُبين كذلك؛ أنَّ الأحداث التي عاشها موسى (عليه السلام) كانت بجانب الغربي للبحر الأحمر (أي بمصر).

وهذا يرد مزاعم من يُحاولون التشكيك في ذلك.

حيث زعم البعض، أنَّها كانت في اليمن التي هي بجانب الشرقي للبحر الأحمر، وليست بجانب الغربي للبحر الأحمر. وهذا حسب الوصف البليغ للآية الذي أثبت كذلك مكان مكة، والرسول.

موسى (عليه السلام) كان غربي البحر الأحمر، ومحمد (عليه الصلاة والسلام) كان شرقي البحر الأحمر.

ومن ضمن المزاعم التي تشكك في مكان احداث سيدنا موسى من قال: إنَّها كانت في العراق!

فمن يُشكك في مكان تلك الأحداث سيُشكك في مكان مكة (وهذا حدث بالفعل) فمن زعم أنَّ أحداث سيدنا موسى، وفرعون كانت في اليمن؛ شكك كذلك في مكان مكة، وقال: إنَّ مكة في اليمن؟!

لكن القرءان به القول الفصل الذي يرد مزاعم من يُريدون أن يهدموا الثوابت الدينية؛ ومنها هدم شعير الحج.

ونطرح عليه هذا السؤال:

كيف يُبين اللهُ تعالى لنا أنَّ موسى كان ﴿ بجانب الغربي ﴾ أي غربي البحر الأحمر (الدليل الأقوى، والواقعي حسب وصف الآيات) ثم يقولون هم: كان موسى (عليه السلام) وفرعون باليمن أي شرقي البحر الأحمر؟!

وكيف تكون تلك الأحداث بالعراق، وهي ليست من البلاد التي تقع على جانب البحر الأحمر، إضافة إلى أنها ليست غربي البحر الأحمر؟!

هذا ما نستنبطه من بلاغة الوصف في قول الله تعالى: ﴿ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٤٤) ﴾ القصص.

لترد مزاعم التشكيك في مكان مكة المكرمة، وأحداث قصة سيدنا موسى؛

حين يأتي كل لفظ في القرءان في موضعه بدقة بالغة.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart