ظهر في الفترات الأخيرة أقوال شكك أصحابها في موعد الإفطار في شهر رمضان فقالوا: إنَّ المسلمين لا يُتمون الصيام إلى الَّيل مُخالفين قول الله – تعالى – : ﴿ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ ﴾ من الآية (١٨٧) البقرة.
في ذلك الموضوع لدينا لفظان سيكونان محور تبين مراد الآية الكريمة.
إنهما لفظي: (إلى، حتى) سيكون لكل لفظ منهما دورًا في تحديد موعد الإفطار بدقة، وسيُثبتان أننا نفطر مع ءاذان المغرب تمامًا كما كان يفطر النبي (عليه الصلاة والسلام) دون تغيير.
بالنسبة لمن يظنون: أنه بعد غروب الشمس مباشرة يأتي الَّيل واعتبروا أنَّ ءاذان المغرب يكون باليل؛ لذلك هم بالفعل يفطرون باليل!
النهار يكون فيها النور نسبيًا، يزداد تدريجيًا قبل طلوع الشمس، ويقل تدريجيًا بعد غروبها؛ وهو ما يصنع أطرافًا للنهار.
﴿ فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ (١٣٠) ﴾ طه.
لذلك أراهم لم يفرقوا بين أطراف النهار النسبية، وبين الَّيل الذي ليس له أطراف ﴿ وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (٣٧) ﴾ يس.
الَّيل ظلام تام، لا نسبية فيه، يأتي فجأة؛ فتستحيل معه الرؤية.
ذلك مانتبينه من القرءان الكريم.
ما هو النهار؟
النهار من النور الذي نرى فيه: (أنار، نور..) فكيف يكون نورًا في أطرف النهار بفعل ضوء الشمس المباشر على الغلاف الجوي (بعد الغروب مباشرة) ويكون في ذات الوقت ليلًا (مُظلمًا)؟!
إنَّ صلاة المغرب هي من صلاتي طرفي النهار مع صلاة الفجر، وليست بالَّيل، والدليل أننا نفطر في أطراف النهار مع ءاذان المغرب، وليس في الَّيل.
لأنَّه يستحيل أن يمتد صيامنا ليدخل في الَّيل (وسأقول في حينها: سبب أنَّ الصيام لا يدخل في الَّيل).
كذلك لم يُذكر في القرءان أنَّ الَّيل له أطراف؛ لم يقل اللهُ – تعالى – : (طرف الَّيل) أو (أطراف الَّيل).
ولكن نسب الطرف، والأطراف للنهار فقط ﴿ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ (١١٤) ﴾ هود.
ولنعلم أنَّ بعد غروب الشمس؛ يأتي طرف النهار الآخر، الذي يتكون من أطراف متعددة بسبب أنَّ النور يقل تدريجيًا (كما ذَكرت من قبل).
إذًا طرف النهار الذي فيه ءاذان المغرب، هو ما يلي غروب الشمس، ويسبق الَّيل مباشرة.
أي يكون بين النهار الذي فيه الشمس، وبين الَّيل من ناحية أخرى.
وفي طرف النهار (من بعد الغروب) يقل فيه النور تدريجيًا بانسلاخ النهار (عن طريق خيوطه البيضاء) من الَّيل..فيصنع بذلك أطرافًا للنهار.
قال اللهُ – سبحانه وتعالى – : ﴿ وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلَّيۡلُ نَسۡلَخُ مِنۡهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظۡلِمُونَ (٣٧) ﴾ يس.
ما هي الدقة البيانية في الآية الكريمة؟
(نسلخ منه) دليل على خروج خيوط النهار البيضاء من الَّيل بشكل مُتدرج بعد الغروب، وليس فجأة، أو مرة واحدة.
تخرج خيوط النهار بعد أن تم وُلوجها فيه من الفجر.
ما هو الولوج؟
الولوج هو دخول النهار في الَّيل، أو الَّيل في النهار بتلامس؛ وهذا دليل على التداخل بين خيوط كل من النهار، والَّيل كلاهما في الآخر.
لكن مادام يوجد نور (من الأثر المباشر لضوء الشمس في طبقات الجو)؛ فإنَّ ذلك هو: ما نُسميه: طرف النهار (لأنَّه ليس للَّيل طرف، ولا نسبية فيه).
لفظ: (نسلخ منه النهار) دلَّ على تداخل بين خيوط النهار مع خيوط الَّيل؛ فيتم سلخها (نزعها منه) بشكل مُستمر؛ فيقل نور طرف النهار تدريجيًا متسببة في وجود عدد من أطراف النهار.
مثلًا: حين يتم سلخ جلود الأنعام بعد ذبحها (ليظهر من تحتها الَّحم) فإنَّ عملية السلخ تتم تدريجيًا.
ويُلاحظ أنَّ الجلد به خطوط من الأنسجة تتداخل مع الَّحم؛ لذلك يتم نزعها منه (من الَّحم) فيظهر الَّحم مرة واحدة بعد أن كان يُغطيه الجلد.
كذلك النهار هو غطاء للَّيل متداخل فيه عن طريق خيوط النهار التي يتم نزعها بالتدريج في طرف النهار.
(النهار من عند طرفه؛ تبدأ عملية نزع خيوطه من داخل الَّيل بالتدريج؛ وهذا هو السبب في عدم اختفاء النهار، ونوره مرة واحدة).
لماذا لم يقل اللهُ – تعالى – : (النهار نسلخ منه الَّيل) وقال: ﴿ ٱلَّيۡلُ نَسۡلَخُ مِنۡهُ ٱلنَّهَارَ ﴾؟
ذلك من بلاغة القرءان؛ لأن الَّيل لا يخرج من النهار؛ بل قال – سبحانه وتعالى – : ﴿ ٱلَّيۡلُ نَسۡلَخُ مِنۡهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظۡلِمُونَ ﴾ فالنهار هو الذي تخرج خيوطه من بين خيوط الَّيل؛ لأنَّ الَّيل هو الأصل، والنهار هو الشئ الطارئ.
ونلاظ لفظ: (إذا) في الآية، وليس لفظ: (إذ).
وما الذي نستنبطه من ذلك؟
لفظ: (إذ) يدل على حدوث الشئ فجأة (دون تدرج) لكن لفظ: (إذا) يدل على حتمية حدوث الشئ، وكذلك عدم حدوثه فجأة.
وهي في الآية: دلت على عدم اختفاء النهار فجأة (وليس الَّيل) لأنَّ لفظ: (إذا) عاد على ما يحدث لطرف النهار فقط (أي سلخ النهار بشكل متدرج من الَّيل، وليس مرة واحدة)؛ ولم تكن وصفًا لِمَا يحدث للَّيل، وهذا من دقة تلألفاظ مواضعها في القرءان.
كذلك من دقة الألفاظ في كتاب الله؛ اللهُ – سبحانه وتعالى – لم يقل: (الَّيل سلخنا منه النهار) أي في صورة الفعل الماضي الذي تم، وانتهى؛ بل قال: ﴿ وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلَّيۡلُ نَسۡلَخُ مِنۡهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظۡلِمُونَ (٣٧) ﴾ جاء (نسلخ) في صورة الفعل المستمر الذي لا يتوقف. فلفظ: (نسلخ) يدل على استمرارية سلخ النهار من الَّيل دون توقف لحظة واحدة.
وعودة إلى من يقولون: إنَّ الناس عليهم أن يفطروا بالَّيل بعدالغروب بما يقرب من نصف ساعة، لأن إفطارهم مع ءاذان المغرب غير صحيح!
هم يريدون أن يفكر الناس في الَّيل ظنًا منهم أنَّ ذلك هو مراد الآية ﴿ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ ﴾.
لكنهم لم يتبينوا الفرق بين لفظي: (إلى، حتى) هما لفظان ليس بينهما تطابقًا، ولا يحتملان النسبية؛ بل كل لفظ به دقة بالغة، تأتي باللفظ في موضعه المناسب الذي لا يكون للآخر.
قول الله – تعالى – : ﴿ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ ﴾ من الآية (١٨٧) البقرة؛ يحوي دقة بيانية بالغة.
لقد احتوت الآية اللفظين: (حتى، إلى). لفظ: (حتى) يدل على الزمن بشكل متصل (لا فاصل فيه) أو فعل متصل لا يتوقف حتى ينتهي.
لفظ: (حتى) يُفيد الاستمرارية دون توقف حتى ينتهي الشئ سواء كان فعلًا، أو زمنًا.
إذًا ما هي البلاغة في مجئ لفظ: (حتى)؟
﴿ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِ ﴾ يتبين لنا من وجود لفظ: (حتى) أنَّ فعل الأكل مُباح في أي وقت حتى يتبين للناس الخيط الأبيض (الذي يدل على النهار) من الخيط الأسود، من الفجر.
لفظ (من) دلَّ على زمن محدد داخل الفجر وهو الذي نتبين فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود؛ أي أنه جزء من الفحر؛ وهذا من بلاغة الألفاظ في القرءان التي تُبين مراد الله بدقة بالغة.
والأمثلة كثيرة التي تبين معنى لفظ حتى منها قول الله – تعالى – : ﴿ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ ﴾ من الآية (٢٢٢) البقرة.
فلا يُعقل أن يُباشروهن قبل حدوث الطهارة بالفعل من المحيض؛ أي لا بد من دخول الطهارة بعد زوال المحيض.
ولأن المحيض يكون في مدة زمنية متصلة (بلا شك) لذلك تم التعبير عن المدة المتصلة التي لا تنتهي حتى يتحقق الشئ؛ تم التعبير عنها بلفظ (حتى).
ولكن لماذا لم يقل – سبحانه وتعالى – : (إلى أن يطهرن)؟
قد يبدو للبعض أنَّ لفظي: (حتى، إلى) لهما معنى واحد!
ولكن حين نتبين دقة الألفاظ في القرءان نتبين ما يلي:
لو جاء: (إلى أن يطهرن) فإنه في تلك الحالة لا يعني انتهاء المحيض!
كيف ذلك؟
لأن لفظ: (إلى) لا يدخل في الشئ الذي يأتي بعده.
ولو جاء: (إلى أن يطهرن) سيعني ذلك مباشرتهن في المحيض، وقبل الطهارة!
ولكن ذلك ليس هو مراد الآية التي بينت وُجوب انتهاء المحيض بالفعل، وحدوث الطهارة قبل أن يُباشروهن.
لذلك ومن دقة الألفاظ، ومواضعها في القرءان؛ جاء لفظ: (حتى)، وليس: (إلى) لأن (حتى) دخلت في الطهارة ذاتها، وانتهاء المحيض بالفعل؛ وهذا من دقة الألفاظ، والبيان في القرءان الكريم.
ولمزيد من التفصيل، بضرب الأمثلة
المعنى سيختلف لو تم استخدام (إلى)؛ لأنَّ لفظ: (إلى) لا يعني الدخول في الشئ، ولكن يدل على التوقف عند حدود الشئ (أي قبله مباشرة) مثل: (ذهب الطلاب إلى الجامعة) فإنَّ هذا لا يعني أنَّهم دخلوا الجامعة؛ بل هم وصلوا إليها، ولم يدخلوها بعد.
ولو أردنا أن نعبر عن دخول الطلاب الجامعة؛ فسيكون المعنى حسب الزمن هل منفصل، أم متصل..
كيف ذلك؟
لو أردنا التعبير عن دخول الطلاب من خلال زمن منفصل عن زمن وصولهم إلى خارج الجامعة (قبل أن يدخلوها) نقول: ذهب الطلاب إلى الجامعة فدخلوها، أو ثم دخلوها..
هنا انفصل زمن الذهاب عن زمن الدخول.
وحرف: (الفاء) دلَّ على دخولهم بعد الوصول، وأنهم لم يفعلوا شيئًا بعد وصولهم إلَّا: (دخولهم الجامعة).
ولفظ: (ثم) دلَّ على أنهم لم يدخلوا الجامعة بعد وصولهم مباشرة، ولكن سبق دخولهم الجامعة أنهم فعلوا شيئًا أو أكثر (قبل أن يدخلوا الجامعة)
وماذا لو أردنا التعبير من خلال الزمن المتصل الذي يشمل زمن متصل لا يفصل بين ذهابهم إلى الجامعة، ودخولهم فيها؛ أي دون أن يتوقفوا، أو يفعلوا شيئًا قبل دخولهم الجامعة؟
هنا نستخدم لفظ: (حتى) الذي يدل على الزمن المتصل حتى انتهاء الشئ، أو الدخول في الشئ الذي يأتي بعده بزمن متصل، وليس متقطع..
لو أردنا أن نُعبر عن دخول الطلاب الجامعة مباشرة دون أن يتوقفوا قبل دخولهم؛ فإننا نُعبر عن ذلك باستخدام لفظ: (حتى) فنقول: ذهب الطلاب حتى الجامعة.
فنفقه من ذلك أنهم لم يتوقفوا حتى دخلوهم الجامعة.
وبالعودة إلى الآية الكريمة: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِ ﴾ لفظ: (إلى) لا يعني الدخول في الَّيل؛ بل معناه أن ينتهي الصيام قبل دخول الَّيل مباشرة؛ ونحن في أطراف النهار بعد غروب الشمس؛ أي ينتهي الصيام قبل الدخول في الَّيل مباشرة.
وما الذي دل على ذلك؟
لفظ: (إلى) الذي ينتهي به الشئ قبل الدخول في الشئ الذي يأتي بعده؛ أي ينتهي الصيام قبل الدخول في الَّيل.
ومقدار وقت الصيام هو حسب اليوم الذي حدده اللهُ – تعالى – وبينه لنا الرسول – عليه الصلاة والسلام -.
لماذا لم يقل اللهُ – تعالى – : (حتى الَّيل)؟
ذلك لدقة الألفاظ في القرءان؛ لأنَّ لفظ: (حتى) كان سيعني دخول الصيام في الَّيل (ذاته) وليس التوقف قبله مباشرة!
كذلك لفظ: (حتى) لن نتبين منه وقت الإفطار بدقة: في أي جزء من الَّيل سيفطر الصائم؟!
مما يحتاج مع (حتى) لفظ ءاخر يأتي ليتم تحديد توقيت الإفطار في الَّيل.
مثلًا: ذاكروا من العصر حتى الثامنة ليلًا.
نفقه من ذلك أنَّ زمن المذاكرة سيكون متصلًا، يبدأ من العصر نهارًا، ويدخل في الَّيل لينتهي في الساعة الثامنة ليلًا.
ماذا نتبين من قول الله – سبحانه وتعالى – : ﴿ إلى الَّيل ﴾؟
بيَّن لنا دقة القرءان؛ حيث دلَّ لفظ: (إلى) على موعد الإفطار في طرف النهار، وأطراف النهار بعد غروب الشمس مع ءاذان المغرب (قبل دخول الَّيل) وليس في الَّيل.
دليل ءاخر وهو أنَّ الله أمرنا بصيام اليوم؛ واليوم لا يدخل في الَّيل أبدًا؛ هو نهار، وأطراف النهار فقط؛ لأنَّ اليوم لا يعني الَّيل، والنهار معًا.
وما الدليل على أنَّ اليوم لا يعني الَّيل والنهار معًا؟
قال اللهُ – تعالى – : ﴿ سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ (٧) ﴾ الحاقة؛ لقد فرق اللهُ – تعالى – بين اليوم، واليلة؛ مما يعني أنَّ اليوم منفصل عن الَّيلة، ولا يعني (٢٤) ساعة (الَّيل، والنهار معًا).
ونحن حين نقول مثلًا سبعة أيام متتابعة فهذا يعني أن وحدة عدد الشئ المراد عده هو اليوم، وليس الَّيل.
ولكن لكي نعد سبعة أيام لا بد من وجود الَّيالي بينهم.
ولكن أشرنا إلى الأيام، وليس الَّيالي.
لكن يمكن الإشارة إلى الَّيلة لتكون هي المرادة وهي وحدة العدد كما جاء في قول الحق: ﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (٥١) ﴾ البقرة.
لم يقل: (أربعين يومًا) لأن المراد عده هو الَّيالي، وليس الأيام.
ومن أمثلة عد الأيام؛ أيام شهر رمضان ﴿ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ ﴾.
ومن أمثلة (٢٤) ساعة التي تجمع الَّيالي، والأيام معًا في العدد ما جاء في قول الله – عز وجل – : ﴿ سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ ﴾.
هذا دليل على أنَّ اليوم ليس هو الَّيلة، ولا يجمعها معه، ولا يشمل جزءًا منها.
يتبين أنَّه مع الصيام تم ذِكر لفظ: (يوم) واليوم يمثل وحدة العدد لأيام شهر رمضان، وكذلك يعني أنَّ الصيام يكون بالنهار، وأطرافه فقط بعد الغروب إلى الَّيل، وينتهي مع ءاذان المغرب قبل دخول الَّيل في الوقت الذي بينه اللهُ – تعالى – لرسوله – عليه الصلاة والسلام – الذي بينه للناس.
والله أعلم.