Open Quran on a wooden stand, showcasing Arabic text with a patterned background.

هل الآية الواحدة هي: (كتاب)؟

قال الله – تعالى – : ﴿ رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ (٢) فِيهَا كُتُبٞ قَيِّمَةٞ (٣) ﴾ البينة.

لاحظوا لفظ: (كتب) جاء وصفًا لكل سورة، ولكل موضوع مستقل بذاته؛ بل ولكل ءاية للدلالة على أنَّ كتاب الله يتكون من كُتب: أي من سور، وموضوعات كالصلاة، والصيام، والمحرمات، وأنباء الأمم السابقة.

بل كل ءاية هي ذاتها كتاب؛ لأنَّ كل ءاية في المصحف مكتوبة، لها معنى مُكتمل.

إذًا لفظ: (كتاب) هو وصف لكل ما هو مكتوب مكتمل، يُعطي معنى محدد بذاته، مثل قول الله – تعالى – في سورة البقرة الآية الثانية:

﴿ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ﴾ ذلك القول الكريم هو: كتاب لأنه أعطى معنى مكتمل، ومحدد بذاته.

﴿ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ نفقه منها معنى محدد بذاته، مكتمل؛ فهي كذلك كتاب..

إذًا الكتاب هو: الحد الأدنى من الشئ المكتوب الذي يتكون منه معنى مُكتمل وقائم بذاته.

كل ءاية في القرءان الكريم هي كتاب؛ بل وكل جزء منها أعطى دلالة مفهومة، محددة، مكتملة، قائمة بذاتها هو: كتاب.

وبالتالي: السورة: كتاب، وما يُحدثنا عن الصلاة في القرءان، هو: كتاب، وما يُحدثنا عن المحرمات، هو: كتاب..

كل ذلك وصفه الله – تعالى – بقوله : ﴿ رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ (٢) فِيهَا كُتُبٞ قَيِّمَةٞ (٣) ﴾ كتب جاء غير معرفة لكثرتها.

أمَّا المصحف (كامل السور، والآيات) فيُطلق عليه: الكتاب (معرفًا بالألف والَّام) كما في قول الله – سبحانه وتعالي – : ﴿ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (٢) ﴾ البقرة.

أو يكون معرفًا بالإضافة، فنقول: كتاب الله كما في قول الحق: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (٢٣) ﴾ آل عمران.

لفظ: (كتاب) يطلق على كل كلام يحدد معنى قائم بذاته..

وما كتبه الله يطلق عليه كتاب ولو كان جزءًا من الآية ما دام أنه يحدد معنى قائم بذاته، مثل قول الله – تعالى – : ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ من الآية (٢٤) النساء.

لقد وصف الله حكمه بنكاح المؤمنات بأنه: ﴿ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾.

إنه كتاب الله لأنه ظهر للناس ليحدد لهم الحق من ربهم.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart