يقولون: إنَّ الآية مُخالفة لقواعد اللسان العربي ـ قواعد النحو ـ حيث جاء لفظ: (الظالمين) في الآية منصوبًا، وكان المفروض يأتي مرفوعًا: (الظالمون)!
وكأن الظالمين هم الذين ينالون عهد الله ليكونوا أئمة؟!
مشكلة من يزعمون وجود تناقض في ءايات الله؛ أنَّهم لا يتدبرون القرءان، واكتفوا بنظرة سطحية للآية الكريمة!
قال اللهُ ـ تعالى ـ : ﴿ وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ (١٢٤) ﴾ البقرة.
ماذا نستنبط من بلاغة الآية الكريمة؟
أنَّ لفظ: (عهدي) هو الذي ينالُ المؤمنين، ولا ينالُ الظالمين؛
وليس كما ظن المبطلون أنَّ الظالمين هم من ينالون العهد؛ لهذا جاء (عهدي) فاعلًا، وليس مفعولًا به.
ولكن لم تظهر الضمة على ءاخر لفظ (عهدي) لتعذر ظهورها.
ما هو مراد الآية؟
الظالمون لا يُعطون الإمامة؛ لذلك لا ينالُهم عهدُ الله؛ فإذا كانوا لا يستحقون الإمامة أصلًا؛ فكيف تعرض عليهم؟!
إنَّ الله لا يعرض الإمامة على الظالمين؛ وبالتالي: لا ينالُهم عهدُ الله ليكونوا أئمة.
ومن الأدلة على ذلك قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ أَهَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمۡتُمۡ لَا يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحۡمَةٍۚ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ (٤٩) ﴾ الأعراف.
فالذي ينالهم، هو: رحمةُ الله، وليس هم من ينالون رحمته.
كذلك عهدُ الله ينالُ المتقين، ولا ينالُ الظالمين.
إذًا ليس في قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ تناقض؛ لأنّٓ لفظ: (عهدي) جاء فاعلًا، و ليس مفعولًا.
أما: (الظالمين) فهم من وقع عليهم الفعل: (لا ينالُ)؛ لذلك جاء لفظ: (الظالمين) مفعولًا به، وليس فاعلًا.