قال اللهُ ـ تعالى ـ : ﴿ أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ (٧) ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ (٨) ﴾ سورة الفجر.
بعضُ التفاسير أشارت إلى أنًّ حضارة عاد، هي: أعظم حضارة في التاريخ، فاقت في عظمتها الحضارة المصرية القديمة.
كان لذلك أثره على علماء الآثار؛ حيث بحثوا عن حضارة عاد في اليمن وعُمان في المنطقة التى تُسمى: الأحقاف، وقد استخدموا الأقمار الصناعية وأجهزة التصوير الحديثة التي تخترق أشعتها الرمال لكى ترصد تلك الحضارة العظيمة، ولكن دون جدوى!
قال اللهُ ـ تعالي ـ : ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٢٥) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٢٦) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢٧) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (١٢٨) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (١٣٠) ﴾ سورة الشعراء.
والمقصود بالمصانع، هى: المساكن التى كانوا يصنعونها من الحجارة لتخلدهم؛ لأن ما يبنيه الإنسان هو من الصناعة، وليس من الإنشاء.
قال اللهُ ـ تعالى ـ : ﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٦٩) ﴾ سورة الأعراف.
نُلاحظ أنَّ في هذه الأية لفظ: الخلق الَّذي يُضاهي ما جاء في الآية الكريمة: ﴿ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (٨) ﴾ سورة الفجر؛ لتُبين أنَّ المراد، هو: الخلق الجسماني لقوم عاد، وليس الحضارة المادية كما يظن البعض، فقد ميزهم اللهُ بطول القامة وقوة البُنيان ما فاق غيرهم من البشر.
وقد رجَّحت بعضُ التفاسير هذا الرأي.
إذًا قول الله ـ تعالى ـ : ﴿ ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ (٨) ﴾ سورة الفجر؛ كان المراد به الخلق الجسماني، وليس الحضارة المادية.